افتتحت صباح اليوم الأربعاء، الدورة الثالثة للمهرجان المتوسطي لكتابات المرأة، التي تنظمها جمعية "جمع المؤنث" من 17 إلى 19 مارس الجاري بالمكتبة الوطنية للمملكة بالرباط، تحت شعار "كتابات المرأة والعولمة". وقال وزير الثقافة السيد بنسالم حميش، في كلمة بالمناسبة، "إن المرأة ذات حساسية كبيرة ونظرة مستقبلية ثاقبة وهو ما يجعلها تتنبأ بأشياء عديدة تحدث في المستقبل". وقدم الوزير كمثال على ذلك كتابا قرأه لكاتبة أجنبية حول "الاقتصاد المرعب" يتحدث عن مآسي اقتصاد العولمة، وكتابا مضادا لرجل تحت عنوان "العولمة السعيدة"، "ذلك أن هذا الكاتب غير معني بتفاقم البطالة ولا بظهور "طبقة الفقراء الجدد" الذين يفكرون كيف يصلون إلى تتمة الشهر". ومن جهتها، تحدثت حياة دينية رئيسة جمعية "جمع المؤنث" عن الملتقيات الثلاثة السابقة، منذ تنظيم الملتقى الأول سنة 2006، مشيرة إلى أن الملتقى الثاني كان حول تيمة "الكتابة الصحافية والكتابة الإبداعية" ثم جاء في دورته الحالية ليترجم كتابات المرأة بعيدا عن الخطاب الذي يكرس دونيتها متوسلة في ذلك بالشعر والرواية والقصة والوسائل الرقمية الحديثة، في ظل العولمة الجارفة التي يعرفها العالم. وبعد أن أشادت بمشاركة العديد من الكاتبات من المغرب وتونس ومصر والعربية السعودية والأردن والعراق وتركيا واليونان وفرنسا والمغرب، خلصت إلى أن "الحرف عماد الإنسانية والكلمة ترجمان دوامها وشاهد إثبات على تطورها". من جانبها، وبعد أن استعرضت السيدة فاطمة بلامين ممثلة مجلس مدينة الرباط، النضالات التي حققتها النساء وقفزاتهن على مستوى التمثيلية السياسية، سواء في المجالس المحلية أو في البرلمان، أشارت إلى "قناعة عمدة الرباط نفسه بضرورة القضاء على أمية المرأة وفتح المجال لتحريرها وإتاحة فرصة التعبير الفني بجميع أنواعه أمامها". واعتبرت أن الثقافة جزء أساسي من مهام المجلس لذلك خلق شراكات متعددة مع العديد من الجهات الثقافية والتربوية فضلا عن مصاحبة العديد من الجمعيات، مشيرة إلى أن لاشيء يضاهي الكتابة في التعبير عن الذات والمحيط. وأكدت دينا الناصري المديرة العامة بصندوق الإيداع والتدبير أنه على الرغم من تأنيث الكتابة، فإن كتابة النساء ما تزال غير معروفة من طرف الجمهور الواسع، مشيرة إلى أن مؤسسة صندوق الإيداع والتدبير تولي أهمية كبرى لمقاربة النوع، سواء داخل المؤسسة من خلال احتلال النساء لمراكز القرار أو من خلال مساندتها ودعمها لعدد من النساء والفتيات ضحايا سوء المعاملة. واعتبرت أن المرأة تفرض نفسها بصورة أكبر كل يوم، كفاعل أساسي في التنمية بجميع مستوياتها. من جهته، أشار عبد العاطي لحلو نائب مدير المكتبة الوطنية للمملكة، إلى أن المكتبة، كفضاء للقاء والتناظر، تحتفي اليوم بلقاء حول كتابة المرأة وبقضية المرأة التي لا يجب فصلها عن القضية الثقافية بعامة. وأكد على ضرورة النضال بشكل مشترك لتحقيق مجتمع المعرفة الذي لا يقبل أن تلعب فيه المرأة دور الأم والأخت والزوجة فقط، بل تصبح فاعلة في المجتمع، والكتابة جزء من هذا الفعل. وتجدر الإشارة إلى أن أشغال اليوم الأول من هذا الملتقى ستستمر بتنظيم جلسة أكاديمية حول "تأثير القوانين الجديدة على المتخيل النسائي" تتدخل فيها كل من رفيقة الخطيب (المغرب) وعزة عوض بدر (مصر) وعائشة بوهيغلر (تركيا) وزليخة أبو ريشة (الأردن). وتتواصل الأشغال في المساء بتقديم وتوقيع كتب كل من زكية العراقي وأمينة بنمنصور وخديجة زيزي ورندا غازي (إيطاليا) ونعيمة هدي المدغري، على أن يختتم هذا اللقاء مساء بعد غد الجمعة بنفس المكان.