قال الأستاذ عبد الحق المريني، أمس الجمعة بالرباط، إن المرأة المغربية أحرزت تقدما كبيرا ونهضة شاملة في ظل العرش العلوي المجيد . وأوضح السيد المريني، في محاضرة تحت عنوان "نهضة المرأة المغربية في ظل العرش العلوي المجيد"، ألقتها بالنيابة عنه الأستاذة عائشة بلعربي، خلال لقاء نظمته ودادية عقيلات السفراء أعضاء النادي الدبلوماسي المغربي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أن المرأة المغربية تمكنت، منذ النصف الثاني من القرن العشرين، من إبراز عطاءاتها في شتى المجالات. وأبرز السيد عبد الحق المريني، مدير التشريفات الملكية والأوسمة، أن تاريخ المغرب كان يزخر على مدى عصور، من العهد الإدريسي إلى العهد العلوي، بعدد من الأميرات اللواتي كن لأزواجهن الملوك والأمراء ورجالات الدولة خير سند يتقاسمن معهن السراء والضراء، كما كان يتوفر على عدد من النساء الفقيهات والأديبات والشاعرات والمتصوفات والمجاهدات، بقيت جلهن مغمورات في تاريخ المغرب رغم ما قدمنه لبلادهن من مساهمات قيمة في بناء حضارته ومجده. وأشار إلى أن المرأة المغربية مرت من مرحلة عصيبة، خلال القرن التاسع عشر، أرغمت خلالها على الانزواء والخمول، حيث كان البعض يعتبرها أداة لإنجاب الخلف وخدمة البيت وأهله ولا حق لها في أن تطمح إلى شيء آخر، كما كان هؤلاء يعتبرون تعليم المرأة وتثقيفها مضيعة للوقت والمال. ومع حلول منتصف القرن العشرين، يضيف السيد المريني، نادى جلالة المغفور له محمد الخامس، طيب الله ثراه، بضرورة إخراج الفتاة المغربية من ظلمات الأمية، وولوجها المدرسة المغربية إلى جانب صنوها الرجل، مشيرا إلى أن جلالته رحمة الله عليه كان مؤمنا بأنه لا يصلح المجتمع المغربي إلا إذا صلح نصفه. وأكد، في هذا الصدد، أن جلالة المغفور له محمد الخامس، الذي ألقى خطابا بجامع القرويين سنة 1943 نادى خلاله بوجوب تعليم الفتاة المغربية، كان يشرف بنفسه على تأسيس المدارس الحرة وفتح أبوابها أمام أبناء الشعب وبناته، كما دشن جلالته بنفسه مدرسة للبنات بالأحباس بالرباط ومدرسة الأميرة للاعائشة بتواركة. وفي السياق ذاته، ذكر السيد المريني أن جلالة المغفور له الحسن الثاني، قدس الله روحه، نوه، من جهته، بالدور البطولي للمرأة المغربية في الحركة الوطنية وفي ثورة الملك والشعب ومدى المسؤولية التي تحملتها خلال هذه الثورة، كما أشاد جلالته، رحمه الله، بدورها في المسيرة الخضراء وتحرير الصحراء المغربية وبشجاعتها ووعيها القوي وغيرتها الوطنية وتضحياتها المثالية في إحقاق الحق وإزهاق الباطل. وأشار إلى أن جلالة المغفور له الحسن الثاني، واهتماما منه، رحمة الله عليه، بأوضاع المرأة المغربية، أسس في سنة 1992 لجنة نسوية ممثلة للحركات النسوية بالمغرب وأمر بدراسة مقترحاتها لتغيير بنود مدونة الأحوال الشخصية. وأبرز السيد المريني أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس ،نصره الله، يسير على نهج والده في تشجيع المرأة المغربية قصد الحصول على حقوقها كاملة غير منقوصة، وعلى كرامة إنسانيتها غير مبتورة، وعلى ممارسة أهليتها السياسية والاجتماعية والثقافية، وعلى تمكينها من إثبات ذاتها في مجال الإنتاج والإبداع، وعلى ولوج مراكز القرار، وفي مد يد المساعدة لمن تخلفن منهن عن ركب التنمية الاجتماعية والفكرية. وأضاف أن عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس يتميز بعدة إجراءات لصالح المرأة المغربية منها، على الخصوص، صدور مدونة الأسرة متضمنة لتعديلات تحمي المرأة من الحيف والإقصاء، وقرار رفع تحفظات المغرب على الاتفاقية الدولية للقضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة، وصدور قانون الجنسية لصالح أبناء الأمهات المغربية، وإحداث قسم للقضاء الأسري بالمحاكم الإبتدائية، وتجريم العنف ضد النساء. حضر هذا اللقاء، الذي تفتتح به ودادية عقيلات السفراء أعضاء النادي الدبلوماسي المغربي نشاطها لهذه السنة، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد خالد الناصري ولفيف من أعضاء النادي الدبلوماسي المغربي والشخصيات الدبلوماسية والسفراء وعقيلاتهم. وتجدر الإشارة إلى أن للأستاذ المريني، وهو من مواليد سنة 1934 بالرباط، مؤلفات خاصة في مجالي التاريخ والشعر، وساهم في إعداد وإنجاز أعمال ثقافية وفكرية حفلت بها عدة كتب ومجلات منها "دليل المرأة المغربية". كما أعد وأنجز بالخصوص ديوان "الحسنيات" في ثلاثة أجزاء (1975-1979-1983) وكتب "قال جلالة الملك الحسن الثاني" الذي يقع في ثلاثة أجزاء و"جلالة الملك الحسن الثاني الإنسان والملك" و"محمد الخامس دراسات وشهادات" و"مدخل إلى تاريخ المغرب الحديث من عهد الحسن الأول إلى عهد الحسن الثاني"، كما فاز بعدة جوائز وأوسمة داخل المغرب وخارجه. ونشرت للأستاذ المريني مساهمات أدبية وتاريخية وإسلامية بمختلف الصحف والمجلات المغربية.