التأم عدد من المادحين وطلبة القرآن، أمس الجمعة، برحاب الزاوية الحسونية بسلا لإحياء تقليد "الصبوحي" الذي يقام ، جريا على العادة في سلا، في اليوم السابع من مولد الرسول الأعظم. وتضمن الحفل آيات بينات من الذكر الحكيم وتلاوة أمداح نبوية وسرد قصة مولد الرسول (ص)، فضلا عن كلمة لنقيب الشرفاء الحسونيين السيد عبد المجيد الحسوني، ذكر فيها بأن المواسم الدينية جعلها الله سبب خير ورحمة لتذكر المؤمن بعظمة الإسلام وخلود الحضارة الإسلامية، كما تستحضر أخلاق الرسول (ص) وشمائله بغاية تنوير القلوب وتطهير السرائر. كما شدد السيد الحسوني، في كلمته، على الحاجة الماسة إلى التربية الصوفية لتوافق بين متطلبات الأمن الحضاري والأمن الروحي، مؤكدا أن عناية أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس بالمكون الثقافي بمفهومه الروحي والحضاري يندرج في إطار نصرة جلالته للقيم الكونية السامية والاعتدال والتسامح ونهج تحالف الثفافات وتعايش الأديان والحضارات. ورفع الحاضرون، في ختام الحفل ، أكف الضراعة والابتهال بأن ينصر الله تعالى أمير المؤمنين وأن يقر عينه بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة. كما توجهوا إلى الباري تعالى بأن يمطر شآبيب الرحمة والغفران على جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني وعلى سائر الشهداء الأبرار. ويشكل حفل "الصبوحي" لحظة قوية في موسم الشموع الذي دأبت مدينة سلا على تنظيمه سنويا، احتفاء بعيد المولد النبوي الشريف. وكان الموسم قد استهل عشية عيد المولد النبوي الشريف (الجمعة 26 فبراير الماضي) بموكب الشموع تلاه مساء حفل موسيقي بضريح مولاي عبد الله بن حسون قدمت خلاله رقصة الشمعة، بحضور عامل عمالة سلا السيد العلمي الزبادي ورئيس مجلس مدينة سلا السيد نور الدين الأزرق وعدد من الشخصيات. وقد دأبت سلا على الاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف بتنظيم تقليد "الشموع" التي تعلق بضريح الولي الصالح مولاي عبد الله بن حسون عشية ذكرى مولد الرسول، وتستمر لمدة 11 شهرا، حيث تنقل قبل حلول الذكرى إلى مقر صانعها (بلكبير) من أجل صناعتها من جديد. وتختلف هذه الشموع عن الشموع العادية، باعتبار صنع هياكلها من خشب سميك مكسو بالكاغد الأبيض والمزوق بأزهار الشمع ذات الألوان المتنوعة من أبيض وأحمر وأخضر وأصفر في شكل هندسي يعتمد الفن الإسلامي البديع. وسيتابع برنامج الموسم الذي يتضمن أنشطة عدة منها ندوات وإعذار أطفال، بيوم دراسي (13 مارس) حول "ملامح هوية الشعوب ودور التراث في تلاقح الحضارات" بمقر جمعية أبي رقراق، على أن يختتم بحفل فني في اليوم ذاته بالقاعة الكبرى لعمالة سلا.