أعطيت اليوم الاثنين بفضاء الثانوية الإعدادية ل"تلوالت" (حوالي 90 كلم شمال شرق مدينة ورزازات) انطلاقة مشروع تشجير نموذجي يندرج في إطار تفعيل مقتضيات الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة. ويهم هذا المشروع البيئي التربوي إشراك تلاميذ وتلميذات هذه المؤسسة التعليمية في غرس 500 شتلة من أشجار الزيتون،والسرو الأطلسي،والصنوبر الحلبي،والسرو الفضي في بعض فضاءات المؤسسة،إضافة إلى تحفيز هؤلاء التلامذة على غرس شتائل أخرى في حدائقهم المنزلية أو في فضاءات عمومية بالقرب من مساكنهم،وتعهدهم بالعانية المتواصلة بها. وتنخرط في هذا المشروع كل من النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية،والمديرية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بورزازات،وجمعية "إم،سي،آ" الفرنسية التي ينضوي تحت لوائها عدد من المتقاعدين المنحدرين من منطقة بيكاردي في فرنسا. وأوضح المندوب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بورزازات الأستاذ لحسن بوزيدي أن هذه المبادرة التي تندرج في إطار تفعيل الاتفاقية التي تربط بين وزارة التربية الوطنية والمندوبية السامية للمياه والغابات تروم نشر التوعية بأهمية العناية بالمحيط البيئي،والدفع في اتجاه انخراط التلامذة في نقل هذا الوعي إلى وسطهم الأسري. وأشار السيد بوزيدي إلى أن اختيار منطقة تلوات لتفعيل هذه المبادرة لم يكن اعتباطيا وإنما هو نابع من كون المنطقة عرفت فيما مضى مسلسلا متواصلا من التدهور لحق بالغطاء النباتي،ويجرى في الوقت الراهن إعادة الاعتبار للمجال الغابوي لهذه المنطقة عبر عمليات تشجير واسعة النطاق. أما المدير الإقليمي للمياه والغابات ومحاربة التصحر السيد يوسف حموزكي ،فأوضح في تصريح مماثل أن المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر حققت منذ خمس سنوات خلت نتائج جد إيجابية في ما يتعلق بإعادة تشجير منطقة تلوات وذلك على مساحة إجمالية تصل ألفا وخمسمائة هكتار. وأضاف السيد حموزكي أن عدد الأشجار التي تم غرسها على امتداد المجال الغابوي المعني بالتشجير في هذه المنطقة يتجاوز 900 ألف شجرة,( 650 شجرة في كل هكتار)،مبرزا أن المندوبية السامية عملت لأجل هذه الغاية على خلق مشتل خاص في هذه المنطقة ينتج مليون شتلة في السنة،وتشرف مصالح المندوبية السامية على غرس الجزء الأكبر منها،فيما يتم توزيع الباقي بالمجان على مختلف الشركاء خاصة منهم المؤسسات عمومية ومنظمات المجتمع المدني التي تعنى بالتشجير والقضايا البيئية دون أن تكون لها أهداف ربحية. أما السيد جان بيار لوبوشي المسؤول عن التشجير في جمعية" إم,سي,آ" الفرنسية فقال إن أعضاء الجمعية المشاركين في هذه المبادرة التربوية البيئية سيتولون إلى جانب المساهمة في عمليات غرس الاشجار رفقة التلامذة،تقديم عروض بواسطة التقنيات السمعية البصرية حول أهمية الشجرة في حياة الإنسان وخاصياتها البيولوجية،ووظائفها البيئية والمناخية . وأضاف أن هذه الجمعية تساهم في مشاريع مماثلة في المغرب منذ حوالي 15 سنة،مبرزا أن الهدف بالنسبة للجمعية من هذه المبادرة هو خلق نوع من الألفة بين الأطفال والشبان من جهة،وأشخاص متقاعدين من جهة ثانية،فضلا عن تحفيز التلامذة على الارتباط بعلاقة حب واحترام مع البيئة والأشجار،ومن تم المساهمة في عمليات التشجير،ونقل هذه القناعة إلى آبائهم.