متوسطي "بانخراطه الواضح وانفتاحه الطموح" على مجلس أوروبا. وأبرز السيد الفاسي الفهري، في كلمة خلال افتتاح ندوة حول "آفاق التعاون بين المغرب ومجلس أوروبا"، التي تنظم لأول مرة في بلد غير أوروبي، أهمية العلاقات بين المملكة المغربية ومجلس أوروبا والتي تتجلى من خلال "تكثيف آليات الحوار والانخراط الفعلي والإيجابي لجميع الفاعلين المغاربة في هذه الشراكة". وأضاف أن الإصلاحات التي قام بها المغرب على المستوى الاجتماعي والترابي والتنمية البشرية وحرية التعبير "كلها تتلائم بشكل كبير مع الفكر السياسي والاديولوجي السائد في أوروبا والذي يضع العنصر البشري في صلب المجالات السياسية والسوسيو اقتصادية والثقافية". واستعرض السيد الفاسي الفهري الانجازات الهامة التي حققها المغرب، مشيرا على الخصوص إلى الانتخابات المحلية في 2009 التي تميزت بالشفافية وبرفع مستوى تمثيلية النساء، وانطلاق أشغال اللجنة الاستشارية للجهوية التي ستنكب على وضع منظومة مغربية لجهوية متقدمة، إضافة إلى إصلاح المنظومة القضائية. من جهتها، أبرزت السيدة دومو دي بوير-بوكيسيو نائبة الكاتب العام لمجلس أوروبا أهمية العلاقات التي تجمع بين المغرب وأوروبا والتي توجت في 2008 بتوقيع اتفاقية الوضع المتقدم للمملكة، وانضمامها في فاتح يوليوز 2009 إلى المركز الأوروبي للترابط والتضامن العالمي (مركز شمال جنوب). وشددت السيدة دي بوير على ضرورة تعزيز التعاون بين الطرفين عبر وضع " مجموعة من التدابير على المديين القصير والمتوسط". وأضافت السيدة دي بوير "يتعين إقامة جسور بين أوراش الإصلاح التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل الانفتاح الديمقراطي وتعزيز الحكامة الجيدة وترسيخ حقوق الإنسان وآليات التعاون مع المجلس الأوروبي". ومن جانبه أكدت رئيسة المجلس التنفيذي لمركز شمال- جنوب السيدة ديبورا بيرغاميني أن هذه الندوة تهدف إلى استكشاف فرص التعاون بين المغرب ومجلس أوربا في مختلف الميادين. وذكرت ، في هذا الصدد بالانخراط "التاريخي" للمملكة في مركز شمال -جنوب مشيرة إلى أن المغرب هو أول بلد غير أوروبي ينخرط في هذه الهيئة. ونوهت بالمشاركة "المنتظمة والمثمرة" للمغرب في أنشطة المركز وب`"أهمية" مساهمته في إعداد "الكتاب الأبيض حول الحوار الثقافي". وتميزت هذه الندوة المنظمة على مدى يومين بتوقيع اتفاق في مجال الصحة والشباب والرياضة وكذا في مجال التعاون البرلماني بين البرلمان المغربي والجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا. وتم توقيع هذه الاتفاقيات من طرف السيد الطيب الفاسي الفهري والسيدة دي بويير ورئيس مجلس النواب السيد مصطفى المنصوري ورئيس مجلس المستشارين السيد محمد الشيخ بيد الله. ويتناول المشاركون في هذه الندوة التي جرت أطوارها بحضور الوزير الأول السيد عباس الفاسي وعدد من أعضاء الحكومة، العديد من المواضيع المتعلقة خصوصا ب` "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية : مشروع طموح معزز من آليات مجلس أوربا" و"إصلاح القضاء بالمغرب والتعاون مع مجلس أوروبا" و "تعزيز التعاون شمال -جنوب والحوار بين الثقافات".