اعتبرت الصحف الأسبوعية خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى ال`34 للمسيرة الخضراء خطابا "شجاعا" و"ملائما للظرفية". وفي هذا السياق كتبت أسبوعية "ماروك إبدو" أن الخطاب الملكي "يشكل قاعدة مرجعية للحال والمستقبل في هذه المعركة الطويلة من أجل استمكال وحماية الوحدة الترابية للمملكة "مشيرة الى "النبرة الصارمة والواضحة "التي اتسم بها خطاب العاهل الكريم والذي يمكن اعتباره مرجعا في ما يخص الضوابط المتعلقة بحماية الوحدة الترابية للمملكة . وأشارت الأسبوعية في هذا الصدد الى أن مقترح المغرب بمنح حكم ذاتي موسع للأقاليم الجنوبية في إطار السيادة المغربية ،يشكل "الإقتراح الوحيد حتى الان الذي يستحق أن ينال الإهتمام من قبل الطرف الجزائري -البوليساريو، لأنه يمثل الحل الوحيد لهذه القضية والذي يحظى بتأييد المجتمع الدولي. ومن جهتها كتبت أسبوعية "لوبسيرفاتور دي ماروك" أن الخطاب الملكي " تميز بقطيعة حقيقية تعلن عن نهاية التسامح الذي أسيئ تأويله ،ويحرر المناطق الجنوبية من فخ المفاوضات العقيمة ". وأشارت الأسبوعية إلى أن هذا الخطاب الملكي أعلن عن خارطة طريق حقيقية بشأن الصحراء من خلال الإعلان عن إصلاح مقبل بهاته المناطق مع منح سلطات موسعة ،ضمن إطار يراعي الوحدة الترابية للمملكة ،مبرزة في هذا السياق فلسفة جلالة الملك في ما يتعلق بالجهة. وأبرزت الأسبوعية في هذا الصدد الدعم الذي تلقاه مبادرة الحكم الذاتي الموسع التي تقدم بها المغرب من لدن القوى الغربية ،خاصة وأن المملكة قررت تعزيز المضي في درب البناء والتنمية الشاملة وتطوير البناء الديموقراطي. وكتبت " لانوفيل تريبون" أن الخطاب الملكي "تميز بشجاعة سياسية وعزيمة قوية ومضامين تتلاءم مع الظرفية الراهنة". وعززت الأسبوعيات هذه المضامين بالتأكيد على أن العديد من المواطنين المغاربة "أشادوا في هذا الخطاب بحس المواطنة والتشبث بالوطن والدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة بحزم ومسؤولية". وذكرت "لانوفيل تريبون" أن الخطاب الملكي شدد كذلك على ضرورة تعبئة الدبلوماسية الرسمية والدبلوماسية الموازية لخدمة القضية الوطنية، مبرزة ضرورة تعبئة في جميع الاتجاهات من قبل مجموع الفاعلين لتكريس قيم الوطنية. ومن جانبها، تطرقت "لوروبورتير" للمخطط المندمج الذي أعلن عنه صاحب الجلالة، والذي يقوم على خمسة محاور تندرج ضمن "مسلسل التنمية الذي انخرطت فيه البلاد وتحديث الإدارة". وأضافت الأسبوعية أن هذا المشروع كان مؤجلا لأمد غير محدد، في انتظار حل مشكل الصحراء، إلا ان الخطاب الملكي "وضع بالتالي حدا لهذا الشرط"، حيث إن الهيئات الأممية وصفت المقترح المغربي للحكم الذاتي الموسع بالجدية والمصداقية. وتحت عنوان "تحدي الحكم الذاتي"، كتبت "لوكانار ليبيري" أن الخطاب الملكي ل`6 نونبر "يرسم معالم مقاربة جديدة للأقاليم الجنوبية". وأضافت الأسبوعية أن تنفيذ مقترح الحكم الذاتي للاقاليم الجنوبية تحت السيادة المغربية سيمكن سكان هذه الأقاليم من تدبير شؤونهم بنفسهم، وذلك عن طريق نقل سلط غير حصرية من الدولة. ويتعلق الأمر، تؤكد الأسبوعية، "بثورة، حيث النجاح يعتمد بشكل كبير على إقلاع اقتصاد جهوي حقيقي قادر على منح فرص لخلق مناصب شغل والإسهام في ثراء الساكنة". وجددت الصحيفة التأكيد على أن المغرب قوي سياسيا على أساس دعم القوى لمقترح الحكم الذاتي، وشرعيته في تدبير أراضيه". من جانبها، أكدت الأسبوعية "مغرب اليوم الجديد"، أن الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى ال34 للمسيرة الخضراء "رسم مربعا جديدا للدفاع عن القضية الأولى للمغرب والمغاربة عبر تعبئة شعبية جديدة، ينخرط فيها جميع المغاربة دون استثناء". وأضافت الأسبوعية في مقال بعنوان "خطاب الوضوح" أن الخطاب الملكي "يؤسس لمرحلة جديدة هندستها الأساسية الوضوح، وتقاسم أعباء التنمية، وبناء دولة المؤسسات والحداثة والديمقراطية". وفي هذا السياق، أبرزت الصحيفة أن مختلف الأطياف السياسية وعموم الفاعلين أجمعوا على أن الخطاب "يذهب في اتجاه فرز التناقضات ووضع النقط على الحروف، خاصة في ما يرتبط بوحدة البلاد وسلامة حدودها"، مضيفة أن "أحرار العالم والمنتظم الدولي وكذا الشعب المغربي على وعي بأن النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، من مخلفات الحرب الباردة، وحكمته ظروف وسياقات خاصة، ولم يعد من مبرر اليوم للاستمرار في لعب نفس الورقة". وذكرت الأسبوعية، في هذا الصدد، بذكرى سقوط جدار برلين، والذي أدى إلى ازدهار شعوب كانت أسيرة للفكر الشعبوي والحكم الحديدي، معتبرة أنه "حري بالجارة الجزائر، اليوم، أن تتخلص من عقد الماضي السحيق وأن تستجيب للدعوات المتكررة والرسائل العديدة التي لا يتردد المغرب في إطلاقها من أجل فتح الحدود والعمل على تفعيل اتحاد المغرب العربي، في زمن التكتلات والأقطاب الاقتصادية الكبرى ، بدل الرهان على شرذمة من المرتزقة للتشويش على استقرار المنطقة عامة واستقرار وحدة وسلامة المملكة بشكل خاص".