قال جاك توبون الوزير الفرنسي الأسبق ورئيس مجلس توجيه المجمع الوطني لتاريخ الهجرة، إن تاريخ الهجرة ببلد كفرنسا هو في الحقيقة تاريخها بكل بساطة. وأوضح جاك توبون ، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش ندوة حول "تاريخ الهجرة: مبادرات اجتماعية وطرق جديدة للبحث " بالدار البيضاء، في إطار فقرات الدورة ال16 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، أن فرنسا ، وعلى امتداد القرنين 19 و20 ، تطورت على المستوى الاقتصادي والثقافي انطلاقا من مساهمة ملايين الرجال والنساء الأجانب. وأضاف أن هؤلاء المهاجرين "أصبحوا فرنسيين وساهموا في بناء فرنسا"، مشيرا إلى أن "استحضار هذا التاريخ يكتسي أهمية بالغة من أجل معرفة هوية الفرنسيين، وكذا العمل على تغيير النظرة السائدة حول الهجرة". وأوضح وزير الثقافة والفرنكفونية الفرنسي الأسبق (1993 إلى 1995) أن "التاريخ يبرهن أن الهجرة ليست ظاهرة تجابهها فرنسا ولكنها تساهم في بناء هذا البلد". وأضاف أن الهجرة ، حاليا ، ليست بمثابة معارضة للمجتمع الفرنسي بل إنها ، وكما كانت على الدوام ، "ظاهرة لتغذية التغيرات والتطورات داخل مجتمعنا"، مشيرا إلى أن سرد تاريخ الهجرة يساهم في تغيير الصورة التي يمكن لفرنسا أن تكونها عن نفسها. وفي هذا الصدد، أكد أن الهجرة أضحت ظاهرة بناءة، موضحا أن المغرب الذي كان يعد بلدا للهجرة أصبح بلد استقبال على غرار كل من إسبانيا وإيطاليا. وأشار إلى أن الفكرة التي تقول إن العالم محصور بين بلدان تتوفر على سمات محددة انتهت، متوقعا أنه في ال50 سنة المقبلة ستكون ظاهرة الهجرة الدولية إحدى الظواهر الكبرى بايجابياتها وسلبياتها. يذكر بأن جاك توبون ، المزداد سنة 1941 بمدينة نيس ، حاصل على الإجازة في الحقوق، وشغل منصب وزير العدل ما بين 1995 و1997 وانتخب نائبا بالبرلمان الأوربي، وكان أيضا عمدة الدائرة 13 بباريس من 1983 إلى 2001، ويترأس صندوق "أوريماج" للمجلس الأوربي منذ سنة 2002، كما يشغل منصب الكاتب العام لخمسينية الاستقلالات الإفريقية سنة 2010. ويهدف مجلس توجيه المجمع الوطني لتاريخ الهجرة إلى تغيير النظرة السائدة عن هذه الظاهرة من خلال نهج توجه قائم على أسلوب ثقافي وتربوي ومدني. وتقوم هذه المؤسسة الثقافية الجديدة التي تأسست عام 2007، بجمع وصيانة العناصر ذات الصلة بتاريخ الهجرة في فرنسا وجعلها في متناول الجميع.