شدد مشاركون خلال عشاء-مناقشة نظمه مجلس الجالية المغربية بالخارج، يوم السبت بالرباط ،على أن تغيير التصور الراهن بشأن الهجرة أضحى ضرورة ملحة. وأكد السيد إدريس اليزمي رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج ،في معرض تدخله خلال افتتاح هذه الندوة التي نشطها السيد جاك توبون, نائب أوربي ورئيس المجلس الإستشاري للمركز الوطني للتاريخ والهجرة بفرنسا الذي يوجد مقره بباريس ،على أهمية هذا اللقاء الذي يتوخى أن يشكل مناسبة لإخبار وتحسيس الجمهور العريض بالواقع السوسيو-تاريخي لظاهرة الهجرة. وبعد أن ذكر بتاريخ الظاهرة بالقارة الأوربية ولاسيما بفرنسا، شدد السيد توبون على أهمية الهجرة, ليس باعتبارها مشكلة، ولكن بالنظر إلى كونها «ظاهرة اجتماعية دائمة ،تشكل إضافة مهمة بالنسبة لفرنسا». وسلط السيد توبون بعد ذلك الضوء على دور« المجلس الوطني للتاريخ والهجرة »الذي تم إحداثه بباريس في أكتوبر2007 والذي تعد مؤسسة عمومية رسمت لنفسها هدفا يتمثل في «الإسهام في وضع تصور دقيق حول الهجرة عبر الاضطلاع بمهمة ذات طابع ثقافي وتربوي وأخلاقي». وأضاف في هذا الصدد أن المجلس الوطني للتاريخ والهجرة، هيئة تعنى بالمحافظة وتثمين وتسهيل مقاربة مجموع العناصر ذات الصلة بتاريخ الهجرة بفرنسا وخاصة منذ القرن ال20 ،حيث الهدف المتوخى هو تطوير التصورات والعقليات حول هذه المسألة. واستطرد أن المجلس السالف الذكر الذي تم فتحه في وجه العموم والذي يحتضن في مقراته معرضا دائما على مساحة1100 متر مربع ،يتناول من خلال وثائق عديدة وصور وأعمال فنية أخرى تاريخ الهجرة بفرنسا, مبرزا أنه يشكل جزء من مسلسل متكامل «لعمل جيل بكامله » مما سيمكن مع مرور الوقت إلى جانب مبادرات أخرى من تبديد القوالب الجاهزة والتمثلات السلبية الأخرى حول الهجرة. وقد شكل هذا اللقاء، الذي عرف مشاركة نخبة من الباحثين والجامعيين والفاعلين الأساسيين، أيضا مناسبة للإعلان أنه في متم سنة2009 يعتزم المجلس الوطني للتاريخ والهجرة ,تنظيم معرض كبير حول موضوع «تاريخ الثقافات المغاربية بفرنسا خلال ال100 سنة الأخيرة »