أكد السيد إدريس اليزمي رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، أمس الأحد بالدار البيضاء، أن تاريخ الهجرة يكتسي أهمية كبرى بالنسبة للأجيال الشابة من أجل تدوين تاريخها الشخصي ضمن التاريخ الإنساني الشامل. وأضاف السيد اليزمي، خلال ندوة حول "تاريخ الهجرة .. مبادرات اجتماعية وطرق جديدة للبحث" أدارتها الباحثة ماري بوانسو، أن دراسة وبحث تاريخ الهجرة في فرنسا يساعد المجتمع الفرنسي على تسليط الضوء على مشاكله الحالية ووضعها في إطارها النسبي. وقال رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج "إن تاريخ الهجرة يجعلنا في مأمن من بعض الأحكام المسبقة والتمثلات الخاطئة". وأضاف أنه "بالرغم من الاعتقاد السائد بأن الهجرة ظاهرة حديثة العهد، إلا أنها انطلقت منذ زمن بعيد"، مستشهدا، في هذا السياق، بوجود حوالي 50 من الكتابات القديمة لرحالة مغاربة عبر عصور مختلفة من بينها الكتاب الكبير للجغرافي الشريف الإدريسي السبتي. وأوضح أن الهجرة تكون في الغالب مرتبطة بالبحث عن عمل، ولكن العديد من تدفقات الهجرة تفسر بأنها بحث شرعي ومغادرة الأشخاص الطامحين إلى حياة أفضل وخاصة في ما يتعلق بالفنانين والطلبة. وشار إلى أن تاريخ الهجرة المغربية مرتبط بشكل وثيق بالمؤسسة العسكرية الفرنسية التي قامت بدور مهم في تشجيع الهجرة وخاصة ابتداء من الحرب العالمية الأولى. من جانبها، دعت الأستاذة نادية بوراس، الحائزة على دكتوراه في التاريخ والمتخصصة في إشكاليات النوع والهجرة المغربية والتحول في هولندا، إلى صيانة ذاكرة المهاجرين في أوروبا، وخاصة بهولندا، من خلال وضع أرشيف خاص يتضمن حوارات مع المغاربة المقيمين بالخارج والذي من شأنه أن يشكل مصدرا جديدا للتاريخ الشفوي. وأوضحت الباحثة، المزدادة بأمستردام، أن البحث في تاريخ الهجرة يفتقد، بالخصوص، إلى اعتماد مقاربة النوع لكون المرأة اضطلعت بدور مهم في انتقال المهاجرين. وأكدت أنه يتعين رفع تحدي صيانة هذه الذاكرة ونقلها إلى الأجيال الصاعدة، مذكرة بمبادرة أنجزت خلال صيف 2009 حينما نظم معرض متنقل على متن حافلة للركاب انطلقت من لاهاي متوجهة إلى منطقة الريف بالمغرب التي ينحدر منها 80 بالمائة من المهاجرين المغاربة إلى هولندا. يشار إلى أن هذا اللقاء، الذي حضره، بالخصوص، الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج السيد محمد عامر، نظمه مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج والوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج.