أكد إدريس اليزمي رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج أخيرا بالحسيمة، أن البحث العلمي يشكل أداة هامة لضبط صيرورة تحولات الهجرة المغربية في مختلف أبعادها. وأوضح ، في كلمة ألقاها خلال لقاء نظمته جمعية الريف للتضامن والتنمية بتعاون مع مجلس الجالية المغربية بالخارج وجمعية ذاكرة في موضوع تاريخ الهجرة الريفية، وذلك في إطار المهرجان المتوسطي الخامس للحسيمة، أن الهجرة المغربية عرفت، في أقل من20 سنة، تحولات جذرية، مما يحتم، في رأيه، إنجاز أبحاث مستقبلية لضبط ظاهرة الهجرة واستباق تطورها. وعلى مستوى النمو الديموغرافي، أبرز اليزمي أن عدد المغاربة المقيمين بالخارج المسجلين لدى القنصليات ارتفع من أزيد من مليون و300 ألف شخص في منتصف تسعينيات القرن الماضي إلى ثلاثة ملايين و400 ألف مغربي، موضحا أن مسلسل اندماج المغاربة في مجتمع الاستقبال أصبح سريعا مع ظهور الجيلين الثاني والثالث من المهاجرين وشيخوخة الجيل الأول. ودعا، بالمناسبة، الباحثين إلى الأخذ بعين الاعتبار هذه التحولات في أبحاثهم ودراساتهم، مشيرا إلى أنه سيتم مستقبلا خلق صندوق وطني لدعم البحث حول الهجرة. من جانبه، استعرض هرمان أوبدين المؤرخ الهولندي مراحل تطور الهجرة المغربية إلى هولندا منذ سنة1969 ، تاريخ التوقيع على اتفاقية بين البلدين لجلب اليد العاملة المغربية إلى هذا البلد، كما تطرق إلى صعوبات الاندماج، مبرزا أهمية مساهمة المهاجرين في تنمية الاقتصاد الهولندي. واعتبر أن الهجرة تشكل عنصر غنى بالنسبة لبلدان الاستقبال وكذا بالنسبة للبلدان الأصلية، مشيرا إلى أن الهجرة ليست قضية جماعة ولكن قضية تتعلق بإرادة الفرد للمشاركة في الحياة النشطة والانفتاح على الآخر. من جهته، اعتبر السيد ميمون أزيري الباحث في مجال الهجرة أن هجرة المغاربة من منطقة الريف تعزى أساسا إلى النمو الديمغرافي ولظاهرة الجفاف. وبدوره، أكد السيد عبد اللطيف المعروفي رئيس جمعية ذاكرة على ضرورة تظافر جهود جميع الفاعلين والمهتمين بالتاريخ المغربي من أجل جمع الشهادات الشفوية والوثائق والرسائل المتعلقة بهجرة المغاربة نحو الخارج وتدوينها، باعتبارها جزءا من التاريخ المغربي من أجل صيانة الذاكرة الجماعية.