قال وزير التجهيز والنقل، السيد كريم غلاب، إن المخطط الأول الاستراتيجي الاستعجالي المندمج للسلامة الطرقية الذي اعتمده المغرب، حقق على العموم الهدف المتمثل في تثبيت عدد الوفيات في حوادث السير. وأكد السيد غلاب، الذي مثل المغرب في المؤتمر الوزاري العالمي الأول حول السلامة الطرقية المنعقد يومي 19 و20 نونبر الجاري بموسكو، أن هذا الرقم الذي كان يعرف ارتفاعا مطردا بنحو 5 في المائة سنويا، أخذ في التراجع منذ السنة الثانية من تطبيق هذه الخطة، إذ انخفض عدد الوفيات من 3878 في عام 2003 إلى 3617 ضحية سنة 2005، مشيرا إلى أنه بالرغم من معاودة الارتفاع في عدد الضحايا ، فإنه يبقى أقل مما كان عليه في سنة 2003.
وقال وزير التجهيز والنقل "إننا اليوم نعقد كل آمالنا في الوقاية من حوادث السير على مشروع مدونة السير"، الذي يوجد حاليا قيد المناقشة والمصادقة عليه من طرف مجلس المستشارين بعد أن صادق عليه مجلس النواب، مشيرا إلى أن المشروع يسعى لأن يكون تنظيميا ومحفزا على تغيير السلوك، " قبل أن يكون أداة لجزر ومعاقبة مرتكبي المخالفات".
وقد شارك السيد غلاب، الذي يقود الوفد المغربي ، بكثافة في أشغال هذا اللقاء الدولي الأول حول السلامة الطرقية، وأجرى مباحثات مع رؤساء الوفود والمسؤولين وصناع القرار، وكذا مع نظرائه الأفارقة على الخصوص.
وقد توجت أشغال هذا المؤتمر بالمصادقة على "إعلان موسكو"، الذي دعا فيه المشاركون الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى إعلان العشرية 2011-2020 "عشرية للعمل من أجل السلامة الطرقة"، بغية تثبيت ثم خفض العدد المتوقع في عدد ضحايا الطرق في العالم.
كما دعوا المانحين الدوليين إلى توفير مزيد من التمويل للاستثمارات العالمية والإقليمية والوطنية في مجال السلامة الطرقة، لا سيما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وقرر المؤتمرون، من جهة أخرى ، تقييم التقدم الذي تم إحرازه بعد مرور خمس سنوات على انعقاد المؤتمر الوزاري العالمي الأول حول السلامة الطرقة ، وتشجيع تنفيذ التوصيات الواردة في التقرير العالمي عن الوقاية من العاهات الناجمة عن حوادث السير، وتحديد الأهداف الوطنية الطموحة والواقعية في مجال خفض عدد ضحايا الطرق، والمرتبطة ارتباطا واضحا بالاستثمارات المخططة والمبادرات السياسة، وتعبئة الموارد الضرورية للتنفيذ الفعال والمستدام للنظم الآمنة.
كما تمت المصادقة على مجموعة من القرارات تهم مواءمة القوانين المتعلقة بالسلامة الطرقة وسلامة العربات ،والتنفيذ الأمثل لقرارات وآليات الأممالمتحدة، وتحسين السلامة الطرقة ضمن الإطار المهني ،من خلال اعتماد أفضل الممارسات لتدبير حظائر السيارات المهنية.
وقد انعقد هذا اللقاء الدولي، الذي نظم بشراكة بين وزارة الداخلية الروسية، والأممالمتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، والبنك الدولي ، والاتحاد الدولي للسيارات، وبمشاركة الاتحاد الأوروبي، تحت شعار "حان الوقت للعمل ".
وقد عرفت أشغال هذا المؤتمر مشاركة نحو 1200 شخصا قدموا من أكثر من 150 بلدا من مختلف القارات ، من ضمنهم حوالي 60 وزير نقل (فرنسا والولايات المتحدة ونيوزيلندا وإيطاليا وإسبانيا...).