أعطى كريم غلاب، وزير التجهيز والنقل مساء أول أمس (الثلاثاء) بالرباط الانطلاقة الرسمية للعملية التواصلية للجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير التي تستهدف بالخصوص الراجلين ومستعملي الدراجات النارية والعادية. أشار غلاب خلال ندوة صحافية خصصت لهذا الغرض، أن هذه الاستراتيجية تندرج في إطار تنفيذ الخطة الاستراتيجية المندمجة الاستعجالية للسلامة الطرقية التي تمت المصادقة عليها خلال الاجتماع الذي عقدته يوم30 نونبر من السنة الماضية اللجنة الوزارية للسلامة الطرقية تحت رئاسة الوزير الأول إدريس جطو. وأعلن الوزير أن من هدف هذه الحملة هو عكس المنحى التصاعدي لحوادث السير، وهو ما تحقق خلال الثلاثة أشهر الماضية (مارس، أبريل، ماي) ب2 في المائة، وانخفاض عدد القتلى ب6 في المائة، وعدد المصابين بجروح خطيرة ب4,4 في المائة. ومع ذلك يقول غلاب: نحن لسنا مرتاحين. ومن الإجراءات التي أعلنها وزير التجهيز والنقل، استعمال رقم موحد للإسعافات، وتلافي عدم التنسيق بين الإدارات العمومية، من جماعات حضرية وقروية، ومقاطعات، فضلا عن الإجراءات الزجرية، وأهمها العقوبات المفروضة على من ينتهك قانون السير بالطرق السيارة والتي تتراوح ما بين 1500 درهم إلى 6000 درهم. وقال غلاب في إشارة إلى الأموال الباهظة التي تصرف على هذه الحملات، وقلة مردوديتها: نصرف أموالا كبيرة ولا نستفيد من السلامة الطرقية. وفي جوابه على سؤال لالتجديد حول عدد ونوعية الردارات التي اقتنتها وزارته من أجل المراقبة، كشف أن عددها 7رادارات مجهزة بآلة التصوير الرقمي، و32 رادارا قابلا للتجهيز بآلة التصوير، لضمان الشفافية. وفي ما يتعلق بالتخفيض من أثمنة استعمال الطرق السيارة قال غلاب: إن أثمنة الطرق السيارة تخلق مشكلا للمواطن، وإن بعض الدراسات الاقتصادية والعملية بينت عدم جدوائية تقليل تسعيرة الأداء. وقدم عز الدين الشرايبي الأمين الدائم للجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، من جهته، المحاور الرئيسة للحملة التواصلية التي تهم مستعملي الطريق الذين يفتقدون للحماية بهدف تحسيس هذه الفئة من خلال بث وصلات إشهارية في القناة الوطنية الاولى إتم والقناة الثانية دوزيم وإذاعة البحر الأبيض المتوسط الدولية، وكذا عبر وضع الملصقات من الحجم الكبير في عشرين موقعا في وسط المجال الحضري وفي المدارات الخارجية عبر مختلف أرجاء المملكة كما قدم الشرايبي استراتيجية التواصل الخاصة باللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير برسم سنة 2004 التي تتضمن العديد من الأنشطة المرتكزة على سياسة القرب مثل توزيع المطويات والملصقات الصغيرة والدعائم التواصلية الأخرى في محطات الأداء بالطرق السيارة وباحات الاستراحة وبعض محطات تزويد الوقود، مشيرا إلى أن قافلة للتنشيط ستجوب أهم محطات الاصطياف الشاطئية خلال فصل الصيف من أجل تحسيس العموم بخطورة استعمال الطريق. وقال عثمان فاسي فهري المدير العام لشركة الطرق السيارة بالمغرب من جهته، إن الطرق السيارة بالمغرب تسجل أقل نسبة من حوادث السير مقارنة مع الشبكة الطرقية الوطنية الأخرى، إلا أن كريم غلاب أشار إلى أن هذه النسبة التي تنخفض إلى النصف في المغرب، تنخفض في فرنسا إلى الربع. وأشار عثمان فاسي إلى أن هناك مجموعة من المشاكل الأخرى تساهم في وقوع حوادث السير بالطرق السيارة تتعلق على الخصوص بعبور الراجلين والقطيع وبيع المنتوجات الفلاحية على جنبات الطرق السيارة. وقال المدير العام لشركة الطرق السيارة، إن الشركة المغربية للطرق السيارة أعدت برنامجا يهدف إلى تعزيز السلامة على مستوى الشبكة الطرقية الوطنية. يشار إلى أن هذه الحملة تهدف إلى تعزيز المبادرات التحسيسية الموجهة للراجلين وأصحاب الدراجات النارية والعادية باعتبار هذه الفئة تشكل50 في المائة من ضحايا حوادث السير المميتة. وكان قد أعلن غلاب خلال أجوبته أن عمليات مراقبة حافلات النقل في الفترة الممتدة من 17 ماي إلى 26 يونيو الماضي أسفرت عن تسجيل 1044 مخالفة من أصل 6929 حافلة مراقبة، وتم حجز 137 منها، وتتوزع مابين 15 حافلة بمراكش، و29 بالدار البيضاءي، و56 بالرباط وسلا، و18 بفاس، والباقي في مدن أخرى. وفي ما يخص النقل الدولي تم حجز 28 حافلة من أصل 258 حافلة مراقبة، 24 بطنجة، و3 ببني انصار، وحافلة بتطوان. عبد الغني بوضرة