أكد وزير التجهيز والنقل السيد كريم غلاب، اليوم الخميس بمراكش، أن مكافحة حوادث السير تشكل أولوية في سياسة الحكومة التي وضعت منذ سنة 2004 استراتيجية وطنية للسلامة الطرقية ذات نتائج ملموسة وتهدف إلى التقليص المستمر من ضحايا حوادث السير. ولاحظ الوزير، في كلمة ألقاها في افتتاح الدورة الثانية للمهرجان الدولي للفيلم حول السلامة الطرقية، أن هذه الاستراتيجية كانت ذات صبغة عملية وواكبتها استراتيجية للتواصل متناسقة ومستمرة عكس ما كان من قبل والذي اتسم بالظرفية والموسمية. وأشار إلى أن الاستراتيجية الوطنية تتميز بتعدد الأبعاد، من ضمنها البعد الأكثر أهمية وهو المتعلق بالجانب التشريعي، والقانوني، والمراقبة والزجر، مبرزا أنه بعد نقاش ديمقراطي استغرق خمس سنوات مع كل مكونات المجتمع المدني، توصلت الحكومة إلى مدونة سير جديدة تمت المصادقة عليها يوم 14 يناير الماضي من قبل البرلمان والتي سيتم العمل بها ابتداء من شهر أكتوبر المقبل. وبعد أن أبرز أهمية التعريف بمحتوى هذه المدونة للرأي العام، خاصة ما يتعلق بالحقوق والواجبات، أكد السيد كريم غلاب، في هذا السياق، أن مخطط التواصل ومواكبة تنفيذ هذه المدونة سيعلن عنه هذا الأسبوع بمناسبة تخليد اليوم الوطني للسلامة الطرقية، مشيرا إلى أن هذا المخطط يروم في المقام الأول إعطاء توضيحات حول مختلف الإجراءات القانونية المتضمنة في هذه المدونة ونشر محتوياتها حتى يتمكن المواطنون من استيعابها واحترامها ونبذ كل الممارسات المنهي عنها قانونيا أو من شأنها أن تشكل خطرا على الطريق. وبخصوص المهرجان الدولي للفيلم حول السلامة الطرقية، الذي تنعقد دورته الثانية يومي 18 و19 فبراير الجاري بمراكش، اعتبر وزير التجهيز والنقل أن هذا الحدث يستمد أهميته من القيم التي ينشرها وأهدافه النبيلة التي يتوخاها والتي تشجع على تبادل التجارب والتعاون في هذا الميدان. وفي هذا الصدد، نوه الوزير بمبادرة مؤسسة "لازير أنترناسيونال" الهادفة الى إحداث مركز متعدد الوسائط للسلامة الطرقية، مشيرا إلى أن هذه المبادرة من شأنها أن تمكن من بناء والمحافظة وتقاسم التراث العالمي للفيلم حول السلامة الطرقية. ومن جهته، ثمن السيد روبيرت تروتين رئيس مؤسسة "لازير أنترناسيونال"، وهي منظمة غير حكومية عضو في مجموعة الأممالمتحدة للتعاون في مجال السلامة الطرقية، السياسة المنسجمة والإرادية التي ينهجها المغرب في مجال الوقاية والسلامة الطرقية، معتبرا أن هذه السياسة يمكن أن تكون مثالا يحتدى به من قبل عدد من الدول. وتجدر الإشارة إلى أن الدورة الثانية للمهرجان الدولي للفيلم حول السلامة الطرقية، المنظمة من قبل مؤسسة "لازير أنترناسيونال"، تعرف مشاركة 27 دولة من إفريقيا وأمريكا وأوروبا عبر أفلام خاصة بالوقاية والسلامة الطرقية. وتعد هذه التظاهرة، المنظمة بتعاون مع اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، والتي تتزامن مع تخليد اليوم الوطني للسلامة الطرقية، امتدادا للندوة الوزارية الدولية للسلامة الطرقية التي انعقدت يومي 19 و20 نونبر الماضي بمدينة موسكو.