أكد الكاتب الطاهر بنجلون أن دور المثقف يتجلى في نشر وعي جديد عبر تشجيع القراءة وإعادة المكانة لها، معربا عن أسفه لكون الكتاب لم يعد له ذلك "الألق" داخل البيت والمكتبات والمراكز الثقافية. واعتبر الطاهر بنجلون، في حديث خص به صحيفة "أخبار اليوم" نشرته ضمن عددها اليوم الاثنين، أن تراجع القراءة بالمغرب "ظاهرة خطيرة جدا"، مشددا على ضرورة "التجند لمواجهة هذه الظاهرة السلبية على كافة المستويات لما لها من أثر بالغ على الحاضر والمستقبل". وقال الكاتب المغربي الحاصل على جائزة الغونكور سنة 1987 إن مشكل تراجع القراءة "لم يعد يحتمل التأخير لأن له تأثيرا على الواقع السياسي وسيمتد تأثيره على حضور المغرب على الساحة الدولية"، مشيرا إلى أنه "إذا لم نخلق جمهورا قارئا فإننا سنفوت الفرصة للاطلاع على ما يكتب وينشر في العالم". من جهة أخرى، اعتبر الطاهر بنجلون أن المغرب يعاني من "إشكالية لغوية" تتوزع ما بين العربية والأمازيغية والدارجة المغربية والفرنسية، مؤكدا في هذا الصدد أن أي بلد "إذا لم تكن له لغة قوية تعبر عن الروح والهوية فإنه سيبقى ضعيفا". وفي معرض حديثه عن التطرف الديني بالمغرب، أوضح الكاتب المغربي باللغة الفرنسية أن المغرب دولة إسلامية عميقة فيها تسامح وتعايش وانفتاح، وأن "التطرف الإسلامي جديد وبعيد عن تقاليدنا المغربية"، داعيا في هذا السياق الفقهاء والصحافيين والمثقفين إلى "فضح هذا الانحراف المتطرف الذي لا علاقة له بالروح الإسلامية الحقيقية". وأكد الكاتب المغربي أن دور المثقف المغربي بأي لغة يكتب بها أصبح يكتسي أهمية أكثر من أي وقت مضى، مشيرا إلى أن جيل السبعينات كان جيلا واعيا أراد أن يدخل المغرب إلى الحداثة وأن تحترم فيه حقوق الإنسان، "لقد كنا ندافع عن مغرب جديد حر فيه عدالة". من جانب آخر، اعتبر الطاهر بنجلون أن ظاهرة الرشوة "مرض ينهش الجسد حتى يقضي عليه"، مطالبا في هذا السياق بالقيام "بتعبئة ضد الرشوة التي تعد خطرا قاتلا على جميع القطاعات بما فيها قطاع الاقتصاد".