ووري الثرى ، أمس السبت بمكناس ، جثمان الراحل محمد المشتي أحد رموز قدماء المحاربين المغاربة إلى جانب الفرنسيين، الذي وافته المنية في بداية الأسبوع الجاري ببوردو عن عمر يناهز 92 سنة. وشيع الفقيد إلى مثواه الأخير بمقبرة (بوعياد)، بحضور أبنائه وأفراد عائلته وبعض الأصدقاء وعدد من الصحفيين. وقد أقيم للراحل المشتي الذي يعد أحد رموز النضال من أجل الرفع من قيمة معاشات قدماء المحاربين الأجانب بفرنسا ، أول أمس الجمعة ، حفل تكريمي ببوردو نظمته جمعية "منسيو الجمهورية" وجهة (أكيتين)، المنخرطتان معا في المعركة من أجل الاعتراف وإعادة الاعتبار لحقوق الجنود الذين حاربوا إلى جانب الفرنسيين خلال الحرب العالمية الثانية، حضرته شخصيات فرنسية ومغربية قدمت شهادات مؤثرة تشيد بالخصال الإنسانية للراحل وبنضاله من أجل تحسين معاشات أبطال تحرير فرنسا التي أقام فيها منذ سنة 1997. كما تم عرض فيلم " المشتي: النضال الأخير" الذي تم إنجازه سنة 2005 حول حياة ونضال الراحل، وذلك بحضور المخرج جان كلود شيسيال. ويسلط هذا العمل الضوء على معاناة حوالي 80 ألف من قدماء المحاربين الذين لم تقم الحكومات المتعاقبة بفرنسا بتحسين معاشاتهم، وأجبروا على الإقامة تسعة أشهر سنويا في هذا البلد من أجل التمكن من الحصول على "معاش هزيل" يقل بعشر مرات من معاش الجنود الفرنسيين، وذلك في ظروف جد قاسية بأحد المساكن الجماعية. وفي سن ال84، انخرط هذا البطل الذي شارك في معركة مونتي كاسينو ، إحدى أكثر المعارك ضراوة خلال الحرب العالمية الثانية ، في معركة جديدة من أجل تسوية وضعيته ووضعية رفاقه في السلاح، مدعوما من قبل جهة (أكيتين) وائتلاف لجمعيات ومحامين يساندون حقوق قدماء المحاربين بفرنسا. وبعد شهر من إصدار المحكمة الإدارية لحكم مؤيد لقضيته، وافت المنية محمد المشتي بعيدا عن أسرته ووطنه. وكان آلان جوبي ، الوزير السابق والعمدة الحالي لبوردو ، قد شارك إلى جانب القنصل العام للمغرب والعديد من الشخصيات وقدماء المحاربين، في مراسم وضع الجثمان داخل تابوت بمستشفى (سان أندري) ببوردو قبل نقله إلى المغرب.