دعا المشاركون في لقاء نظم اليوم الجمعة بالرباط بمشاركة مجموعة من الصحافيين الإسبان والمغاربة في إطار الإعداد لندوة دولية يرتقب تنظيمها في نهاية شهر أبريل المقبل حول موضوع "الثابت والمتحول في العلاقة المغربية الإسبانية: الرهانات والتحديات" إلى جعل وسائل الإعلام "حلقة أساسية "في تقوية العلاقات بين البلدين. كما أكد المشاركون في هذا اللقاء الذي نظمه (مركز الذاكرة المشتركة والمستقبل)، و(جمعية الريف للتنمية والتضامن)، بشراكة مع (جمعية القنطرة للعلاقة المغربية الإسبانية ) على ضرورة تبني مقاربة جديدة مشتركة قادرة على تجاوز الاختلافات وترسيخ الاعتراف المتبادل و تعزيز السلم وحسن الجوار. واعتبروا أن التوجه الإعلامي الذي يغالي في تضخيم الجوانب السلبية على حساب العناصر الايجابية في العلاقة بين بلدين جارين توحدهما الجغرافيا والتاريخ و المصالح المشتركة والجيواستراتيجية " يفسر كيف تستطيع أحداث عابرة إعادة عقارب الساعة على الوراء ". وسجلوا أن من شأن هذه اللقاءات أن تساهم في خلق تصور متجدد وأفق رحب للعلاقات المغربية الاسبانية ، تضطلع فيه وسائل الإعلام بدور مفصلي ، بالعمل على تجاوز الصور النمطية والأحكام المسبقة وعلى إصلاح الأعطاب العرضية التى قد تلحق بهذه العلاقات. كما شدد المشاركون على أن البحث عن سبل التكامل والتعاون في هذه العلاقات من شأنه أن يساهم في تجاوز المعيقات والأحكام الجاهزة التي لها علاقة بالهجرة أو بظاهرة الإرهاب الدولي ، والتي لعب الإعلام دورا في تكريسها لدى الرأي العام الإسباني. وفي هذا السياق ، دعا المشاركون جيل الصحافيين الشباب إلى حمل مشعل "التأسيس لواقع إعلامي لا تشوبه ندوب الماضي ولا جراحات الذاكرة بل يتسلح براهنية الحاضر، وينقل بحياد و موضوعية ما يجري في البلدين من أحداث". وقد أشاد الصحافيون الأسبان الذين شاركوا في هذا اللقاء بجو الانفتاح الذي يعيشه المغرب ، منوهين بالخطوات الكبرى التي تحققت خلال السنوات الأخيرة في مجال الديموقراطية. ويعتبر هذا اللقاء جولة أولى ضمن سلسلة من الجولات القطاعية ستعقبها لقاءات أخرى تجمع النخب السياسية والأكاديمية والمدنية الإسبانية والمغربية، وذلك قصد تناول الأسئلة العميقة التي يطرحها راهن ومستقبل العلاقات المغربية الإسبانية.