إيست كونسل"، وهو مجموعة تفكير مقربة من حزب المحافظين البريطاني الحاكم، في تقريرها لشهر أكتوبر، أهمية الإصلاحات التي يقوم بها المغرب والأردن في سياق الربيع العربي. وأكدت المجموعة، في هذا التقرير، أن المغرب والأردن "واجها التحديات المطروحة سنة 2011 عبر القيام بإصلاحات دستورية"، مشيرة إلى أن البلدين أعلنا عن إصلاحات تهدف، على الخصوص، إلى تعزيز استقلال النظام القضائي والمؤسسة التشريعية، موضحة أنه عبر إجراء هذه الإصلاحات، نجح صاحب الجلالة الملك محمد السادس وجلالة الملك عبد الله الثاني "في تفادي مظاهرات معزولة لم تتمكن من التطور إلى حركات ثورية". كما أبرزت المجموعة، التي تحدثت، من جهة أخرى، عن "الدور النشط الذي تضطلع به الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ بداية الربيع العربي"، أن "هذين البلدين حققا أعلى درجة من الحريات السياسية، والتي تعد بمثابة نموذجين للآخرين". وكانت المملكة المتحدة أعربت، في مناسبات عدة ومنذ الخطاب التاريخي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ليوم تاسع مارس الماضي، عن دعمها الكامل للجهود والإصلاحات التي يباشرها المغرب. كما أكد العديد من كبار المسؤولين البريطانيين، وعلى الخصوص وزير الشؤون الخارجية وليام هيغ، تطابق الاختيارات الديمقراطية للمغرب والتزام المملكة لفائدة تدعيم وتعزيز القيم العليا للحرية واحترام حقوق الإنسان. ومكنت جهود المغرب الخاصة بالدمقرطة والتطوير من تعزيز وجهة المملكة باعتبارها شريكا يتمتع بالمصداقية على الصعيدين الإقليمي والدولي. وتعتبر المملكة المتحدة، كما أكد وليام هيغ، المغرب شريكا استراتيجيا ترغب لندن في أن تعزز علاقات تعاونها معه من أجل النهوض بقيم الديمقراطية والحرية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقال وليام هيغ "نحن ملتزمون بتعزيز التقارب بين شعبينا وتكثيف المبادلات الاقتصادية بالاشتغال جميعا على العديد من القضايا الدولية"، مؤكدا أن المغرب في وضع جيد يؤهله ليضطلع بدور هام في إطار الرؤية الجديدة للمملكة المتحدة في منطقة شمال إفريقيا، وذلك باعتبار الإمكانات الكبيرة للتعاون بين المملكتين ودرجة الانفتاح العالية للسياسة المنتهجة في المغرب. وفي هذا السياق، أشارت المجموعة إلى أنه ينبغي للمملكة المتحدة أن تعمل مع حلفائها الإقليميين من أجل تحفيز النمو الاقتصادي وتعزيز الاستقرار في المنطقة العربية. يذكر أن "كونسيرفاتيف ميدل-إيست كونسل" تعتبر أرضية عمل يقوم من خلالها البرلمانيون المحافظون، مع ثلة من الخبراء، بدراسة القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية للمملكة المتحدة في منطقة الشرق الأوسط.