أولت افتتاحيات الصحف اليومية،الصادرة اليوم الجمعة اهتمامها لمواضيع مختلفة،في مقدمتها برامج الأحزاب السياسية في أفق الانتخابات التشريعية المقبلة،وإرجاء النظر في مشروع القانون المالي لسنة 2012،إضافة إلى القضية الفلسطينية في ضوء الطلب الرسمي الذي تقمت به للانضمام إلى منظمة الأممالمتحدة. فارتباطا بالحراك السياسي الذي يشهده المغرب في أفق تنظيم الانتخابات التشريعية المقبلة ،كتبت صحيفة (لوسوار إيكو) أن "الانتظارات واضحة وواقعية وعملية"،مؤكدة أنه "بعد الوقوف على العديد من الاختلالات البنيوية،فإن الشعب يريد أجوبة ملموسة". وأضافت أن الأحزاب السياسية تسخر،للأسف،تحت ضغط الحسابات الضيقة والقصيرة المدى،كل طاقاتها من أجل الدخول في أفضل تحالف،بدلا من إعداد برنامج يتلاءم والتحديات التي تواجه مجتمعنا"،محذرة في هذا السياق من "أن تؤدي انتخابات 25 نونبر المقبل إلى إفراز نسخة مبسطة من الهيئة المنتخبة الحالية،لأن ذلك سيدفع حتما إلى نزول إلى الشوارع من قبل أولئك الذين يشعرون،بأنهم خدعوا بحق،من أجواء الثقة التي بثها الخطابان الملكيان الأخيران". وبالتالي ستكون "النتيجة هي الغضب والعنف فقط". وتحت عنوان "المشاركة والمسؤولية" كتبت صحيفة (التجديد) أن المشاركة في الانتخابات "اختيار مبدئي واستراتيجي ويعتبر أحد استحقاقات التدافع الإيجابي من أجل الإصلاح والاستقرار". وأكد صاحب الافتتاحية أن "المقاطعة بالنسبة لخيار المشاركة السياسية الإسلامية ليست خيارا بديلا،والإقدام عليها مجرد خدمة مجانية لطرح إقصائي سلطوي يريد التمكن والهيمنة بدون كلفة تدافعية ميدانية". وأضاف أنه ثمة اليوم الحاجة لقدر عال من المسؤولية عند الفرقاء لمواجهة ضغوط وتحديات المرحلة،والتي أحد نتائجها وضع بلادنا على حافة اليأس وعدم الثقة في إمكانية إنجاح الإصلاح،وذلك في الوقت الذي علينا أن نربح فيه معركة التسجيل المكثف في اللوائح الانتخابية،والتي ستنطلق يوم 28 شتنبر الجاري . وبخصوص تأجيل النظر في مشروع قانون المالية 2012،اعتبرت جريدة (ليكونوميست) أن "هذا الأمر لا يعدو أن يكون سوى كابوسا،ما دام أن الميوعة أضحت قائمة بقوة في المنظومة الادارية والسياسية". وتساءل كاتب الافتتاحية عن "مدى المصداقية التي يمكن أن نمنحها للحكومة التي تتخد قرارا،وتشرع في تنفيذه،ثم توقفه برمته .. وكل ذلك في ظرف ساعات قليلة من الوقت وفي ليلة واحدة?". وأضاف "علينا أن نكون جديين،هناك أكثر من طريقة لتسوية حالة مشروع قدمته الحكومة التي قد لا تكون في السلطة عند التصويت أو تنفيذ الميزانية. فلماذا نسقط في السخرية من خلال سحب الوثيقة?". وحول الدينامية التي يشهدها المغرب في المجال الاقتصادي،أبرزت صحيفة (العلم) أن التقرير الأخير الذي أصدره بنك المغرب كشف أن النتائج الاقتصادية المحصل عليها فاقت التوقعات وأن معدل النمو كان جيدا بسب الأداء الجيد لكثير من القطاعات غير الفلاحية،وهي نفس الحقائق التي أكدتها تقارير المندوبية السامية للتخطيط من جهة،ثم صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى. وتساءل صاحب الافتتاحية عن الجهات التي يمكن تصديقها من أجل تكوين قناعة في هذا الشأن،حيث قال "أنصدق التقارير العلمية الوطنية والدولية أم نستسلم لما يخطه بعض الكتاب في جرائد يبدو أنها حريصة على تكريس التبخيس وبعض (الخبراء) الذين يجربون جظهم في الشهرة والتتميز". وبخصوص طلب انضمام فلسطين للمنظمة الأممية،كتبت صحيفة (بيان اليوم) في افتتاحية تحت عنوان "فلسطين،امتحان أخلاقي للعالم" أن القيادة الفلسطينية لا تعتبر مبادرتها الحالية اختيارا بين الربح والخسارة،وإنما هي محطة جديدة في المسار النضالي الوطني للشعب الفلسطيني،وأن الشعب الذي صمد لعقود سيواصل المقاومة بمختلف الاشكال إصرارا منه على حقوقه المشروعة. وأكد صاحب الافتتاحية أن السلام الحقيقي والشامل في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بعد أن يستعيد الشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة،وعلى رأس ذلك حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وخلص إلى أن القضية الفلسطينية تطرح اليوم،في عز الثورات العربية،على الإدارة الأمريكية وعلى العالم برمته سؤالا أخلاقيا جوهريا،الجواب عنه هو الذي يحدد اتجاه العالم والعلاقات الدولية غدا. ومن حهتها،اعتبرت صحيفة (الاتحاد الاشتراكي) أن التوجه الأمريكي المنحاز لإسرائيل سيكون في حقيقته،الجواب المعادي للطموح الجامح نحو الكرامة الذي يعبر المنطقة. وشددت في افتتاحية تحت عنوان "دولة فلسطين والواجب الأخلاقي" أن الواجب الأخلاقي المطروح على البشرية يفرض على الدول العظمى،ومنها دول مجلس الأمن،عدم تدمير الحلم العربي الربيعي،باعتباره شرطا للسلام في العالم اليوم لأنه السلام في أكثر المناطق حساسية. وتحت عنوان "القضية الفلسطينية أمام العدالة الدولية"،أكدت صحيفة (الحركة) بدورها،أنه بعد الصعاب الكبرى التي تحملها أبناء فلسطين،فإنه آن الآوان،ووفقا لما تنص عليه المواثيق الدولية،للاعتراف بدولة فلسسطين. وأضافت أنه إذا كانت اليوم الكلمة الفاصلة رهن أعضاء مجلس الأمن،فإن هذا الاعتراف يظل رجاء العديد من الدول سواء منها العربية أو العالمية،التي عاينت حجم الضغوطات والمعاناة التي عاشها أبناء فلسطين ومايزالون متمسكين بحقهم في وجود دولتهم. أما صحيفة (لوماتان الصحراء المغرب العربي) ،فقد كتبت في افتتاحية تحت عنوان "نحن جميعا فلسطينيون"،أن الطلب الرسمي لانضمام دولة فلسطين الى حظيرة الاممالمتحدة،والذي يحظى بإجماع أغلب الدول الأعضاء في الأممالمتحدة،لا يزال يواجه معارضة غير مفهومة من لدن الولاياتالمتحدة". ولاحظ أن القضية الفلسطينية أصبحت بالتالي القضية المركزية لهذه الدورة التي تعقد على خلفية أزمة دولية خطيرة.