"اللدانة: فن التصويرالمعاصر في أمريكا اللاتينية" هو عنوان المعرض الذي نظمه معهد ثيربانتيس مساء أمس بالرباط، بتعاون مع "فوطوإسبانيا والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية. ويتضمن المعرض أعمال عشرة من الفنانين الإسبانو - أمريكيين الذين تناولوا في لوحاتهم لحظات حياة لأشخاص من أمريكا الجنوبية. و"اللدانة"، حسب معجم الأكاديمية الملكية الإسبانية، تعني قدرة شيء صلب على استرجاع شكله وحجمه الأصليين، وهو مصطلح قادم من العلوم الفيزيائية، تبناه علم الاجتماع كمفهوم، وقد تم استعماله في إحالة على القدرة المستمرة على التكيف والتحول في مجتمع شديد التنوع كأمريكا اللاتينية. وتعكس الصور الفتوغرافية الحياة اليومية للأشخاص في أمريكا الجنوبية، سواء تعلقت بعوامل طبيعية، كالزلازل أو بتدخل الإنسان كالفقر وغيره، دون إغفال التطرق إلى بعض المناظر الطبيعية، وإبراز الجمال الذي تتمتع به مختلف هذه البلدان. وهكذا يطلع المتلقي، من خلال عدسة الفنانة أنا ثيثيليا كونثاليس بيخيل، على صور تعكس مدى فداحة الخسائر التي تسبب فيها الزلزال الذي ضرب البيرو عام 2007، مع استمرار الأشخاص في الحياة بشكل "طبيعي"، فيما ارتأت الفنانة ليفيا كورونا التركيز على السكن الاقتصادي الجديد الذي قضى على مساحات زراعية شاسعة. واختار الفنان الأرجنتيني راميرو تشافيس البحر كموضوع لصوره، التي تبرز جمالية هذا الأخير فيما تناول الفنان طوماس مونيطا "اقتلاع ذرق الطائر البحري" بالبيرو، لاستعماله من أجل تخصيب الأراضي. ويظهر في الصور عدد كبير من العمال يشتغلون بفؤوسهم في ساحل البحر، باحثين عن ذرق الطائر، مع التركيز على ملامحهم المتعبة والبئيسة وكذا شروط عيشهم. فيما اختار أوسكار فيرناندو كوميث "نظرة سائق الطاكسي" الذي يتجول عبر الأزقة والشوارع ملتقطا صورا تعبر عن مفارقات قوية، بحيث تعكس قبح الواقع مع جمال اللقطة الفوتوغرافية. وتحت عنوان "صور أشخاص"، قام الفنان مارك باول بالتقاط صور لعدد من الأشخاص في أوضاع مختلفة بمدينة المكسيك في حين ركز مورفي خيمينيث ميركادو في مجموعة صور تحت عنوان "ضوء الحنايا"، على مظاهر البؤس والفقر في البيرو، بينما ركز الفنانان بافكا سيكورا ودانطي بوسكيتس على مظاهر الحضارة في مدينة المكسيك، ببناياتها وطرقها السيارة وحدائقها ومنازلها الأنيقة، ومظاهر البذخ فيها. وتحت عنوان "الضفة الأخرى للحلم"، تناول الفنان نيكولا أوكين فرييولي ظاهرة الهجرة من المكسيك إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، مصورا أشخاصا تسبب لهم سقف القطار الذي يقطع المكسيك في اتجاه الحدود مع أمريكا الشمالية، في كثير من الأعطاب، كبتر الساق أو فتح البطن وغيرها من الأعطاب الجسدية والنفسية. تجدر الإشارة إلى أن هذا المعرض حصل سنة 2009 على جائزة الجمهور في المسابقة الدولية لفن التصوير الفوتوغرافي. وسيظل المعرض مفتوحا في وجه المولعين بفن التصوير بمعهد ثيربانتيس بالرباط، إلى غاية 28 أكتوبر المقبل.