أعرب ضحايا الارهاب عبر العالم، بباريس بمناسبة انعقاد مؤتمرهم السابع الذي افتتح اليوم الخميس بالمدرسة العسكرية الفرنسية ، عن امتنانهم للمغرب لدعمه هذه التظاهرة التي مكنتهم من إسماع صوتهم. وقال مدير هذه التظاهرة غيوم دونوا دو سان مارك خلال جلسة افتتاح أشغال المؤتمر المنعقد تحت رعاية الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي " نشكر المملكة المغربية على الهبة التي قدمتها لدعم هذا المؤتمر" . وأشاد السيد دونوا دو سان بهذا الدعم لا سيما وأن المنظمة غير الحكومية التي يرأسها، وهي الجمعية الفرنسية لضحايا الإرهاب المشرفة على هذه التظاهرة "تتابع عن كثب" سير المحاكمة المتعلقة باعتداء مراكش الذي كان قد خلف في أبريل الماضي ضحايا من بينهم ثمانية فرنسيين. وأعرب لوكالة المغرب العربي للانباء عن ارتياحه لنتائج التحقيق الذي مكن من تحديد هوية واضع القنبلة مسجلا أن جمعيته تعتزم إنشاء منظمة مماثلة بالمغرب من أجل العناية بالمغاربة ضحايا الأعمال الإرهابية. وقال "نأمل أن تتمكن هذه الهيئة من أن تكون شريكا للفدرالية الدولية لجمعيات ضحايا الإرهاب" التي سيتم إطلاقها بمناسبة انعقاد مؤتمر باريس بمبادرة من الجمعية الفرنسية لضحايا الإرهاب. وأضاف أن جمعيته لم يفتها استدعاء المغاربة ضحايا الأعمال الارهابية لحضور هذا اللقاء ، ومن بينهم السيدة سعاد الخمال التي فقدت زوجها وابنها في اعتداءات الدارالبيضاء سنة 2003. وقد تأثر الحضور بشهادة ومسار هذه السيدة الشجاعة التي رفضت الركون الى معاناتها ، وقامت بتأسيس جمعية تضم إلى جانبها ضحايا آخرين لهذه المأساة وأقاربهم ، كما ضاعفت المبادرات التحسيسية لفائدة الشباب، المستهدفين الأساسيين لمدبري هذه الاعتداءات، حول فظاعة هذه الأعمال. وأوضح رئيس الجمعية أن ضحايا اعتداء مراكش فضلوا عدم الحضور، وقال "فالجرح ما يزال مفتوحا. ويتعين منحهم مزيدا من الوقت ليتمكنوا من التعبير عن أنفسهم". وللإشارة فإنه بعد مرور أربعة أيام على الذكرى العاشرة لاعتداءات 11 شتنبر 2001 يلتقي ضحايا الاعمال الارهابية من أكثر من 35 بلدا منها المغرب، لأول مرة بباريس، لتقديم شهادات عن معاناتهم وتحسيس الرأي العام حول فظاعة تلك الاعمال التي لقيت تنديدا من الجميع. ويمنح المؤتمر، المنظم من قبل الجمعية الفرنسية لضحايا الارهاب، الفرصة للضحايا للتعبير "بكل حيادية سياسية ودينية" أمام ممثلي الدول التي ضربها الإرهاب وعدد من الخبراء الدوليين المدعوين إلى مناقشة سبل مكافحة كل أشكال التطرف التي قد تتسبب في مثل هذه الأحداث المأساوية.