شكل موضوع "برامج محو الأمية ، أية مردودية" محور يوم دراسي نظمته اليوم الخميس بالرباط جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة. ويندرج هذا اللقاء المنظم بتعاون مع كرسي منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو" لمحو الأمية وتعليم الكبار التابع لجامعة محمد الخامس - السويسي، في إطار الاحتفاء باليوم العالمي لمحو الأمية (8 شتنبر). وأكد رئيس الجمعية السيد عبدالكريم بناني، خلال الجلسة الافتتاحية، أن هذا اليوم الدراسي هو فرصة سانحة للوقوف على المنجزات والتذكير بالتحديات في مجال محو الأمية، معتبرا أن محو الأمية باعتبارها حقا من الحقوق الأساسية للإنسان يبقى شرطا أساسيا لتقدم المغرب وجعل المجتمع المغربي مجتمعا متساويا ومتكافئا في الفرص. ودعا السيد بناني إلى وضع استراتيجية لمحو الأمية بالمغرب تقوم على دراسات معمقة كفيلة بتمكين كل طفل من حق التمدرس والتعلم ، مشيرا إلى أن الأطفال والشبان هم من أكثر الفئات التي تعاني من الهدر المدرسي. من جهته، أكد رئيس جامعة محمد الخامس السويسي بالرباط السيد رضوان المرابط، أن التعليم يشكل إحدى الرهانات الأساسية باعتباره ركيزة للتنمية المستديمة، وشرطا ضروريا للتمتع ببقية الحقوق الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية. وأضاف أن المغرب بذل جهودا كبيرة في مكافحة ظاهرة الأمية وراكم تجربة متميزة في هذا المجال على المستويين الوطني والدولي. كما أشار السيد المرابط إلى أن التقليص الحاصل في عدد الأميين من 43 بالمائة سنة 2004 إلى 30 بالمائة سنة 2010 يرجع إلى الجهود المضاعفة منذ تبني الاستراتيجية الوطنية لمحاربة الأمية والتربية غير النظامية، مثمنا في نفس السياق، الدور "البناء " للفاعلين الحكوميين ومختلف الشركاء ومنظمات المجتمع المدني الذين انخرطوا في تعزيز موارد التمويل وإنجاز عدة برامج وأنشطة بيداغوجية وتربوية متكاملة تعمل على تكريس محو وظيفي للأمية يسعى إلى الربط بين القرائية والإدماج الاجتماعي والمهني للأفراد. وأضاف أن المغرب أمامه تحديات جسيمة ورهانات صعبة في مجال محاربة الأمية على الرغم من كل الجهود ، مشيرا إلى ان معدلات الأمية لا تزال مرتفعة . من جانبه، شدد السيد لحبيب ندير مدير قطاع محاربة الأمية بوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي، على دور المجتمع المدني باعتباره شريكا أساسيا في محاربة الأمية ، مذكرا بأن سنة 2010 عرفت مساهمة أكثر من 940 جمعية أي بنسبة 48 بالمائة من المجهود الوطني في هذا المجال. وبعد أن اعتبر التجربة المغربية في مجال محو الأمية متميزة ورائدة على المستوى العالمي، أكد السيد ندير أن المغرب تواجهه تحديات أساسية في مجال محو الأمية من قبيل إدماج الفئات المتحررة من الأمية وخاصة فئة الشباب على المستويات الاقتصادية والمهنية، داعيا إلى ربط عملية محو الأمية بالرقي المهني والاقتصادي وذلك عبر إدماج محو الأمية كعملية أساسية لتأهيل العنصر البشري وكمكون من مكونات المخططات القطاعية لضمان نجاحها. أما ممثل كرسي منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو" لمحو الأمية وتعليم الكبار السيد محمد عبداللطيف قيسمي ، فقد استعرض مضامين الرسالة التي وجهتها السيد إيرينا بوكوفا المديرة العامة ل"اليونيسكو" بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي لمحو الأمية، مؤكدا أن التركيز خلال الاحتفاء بهذه الذكرى سينصب على العلاقة الأساسية بين محو الأمية والسلام.