أقيم اليوم الجمعة بسلا، حفل تأبيني للمرحوم العلامة مولاي عبد الله الكامل الشريف الكتاني أحد أقطاب الطريقة الكتانية وعضو المجلس العلمي المحلي بسلا، الذي وافته المنية يوم سابع يوليوز الماضي عن سن يناهز 73 سنة. وتميز الحفل التأبيني الذي نظمه المجلس العلمي المحلي لعمالة سلا ومشيخة الطريقة الكتانية، بحضور عائلة الفقيد وأصدقائه ومريدي الطريقة الكتانية وأعضاء من أكاديمية المملكة المغربية التي اشتغل بها الفقيد مقررا من 1980 إلى 1998. وأكد شيخ الطريقة الكتانية الشريف عبد اللطيف الكتاني في كلمة بالمناسبة، أن المرحوم كان نموذجا في علاقاته مع أسرته وطلبته وأصدقائه، وكان مخلصا لله وفيا لثوابت الأمة ولإمارة المؤمنين، مضيفا أنه بهذه الخصال نال احترام الخاص والعام والمريدين والمحبين للطريقة الكتانية. وأعرب شيخ الطريقة الكتانية نيابة عن الأسرة الكتانية عن مشاعر الامتنان للرعاية الملكية السامية التي خص بها جلالة الملك أسرة الفقيد، من خلال رسالة التعزية التي كانت بلسما وبردا وسلاما على أفئدتهم. وذكر أمين سر أكاديمية المملكة المغربية البروفسور عبد اللطيف بربيش، في كلمة ألقيت بالنيابة عنه، بخصال المرحوم الذي كان يتميز بسمو القيم الروحية ودماثة الأخلاق السامية، كما عرف من خلال خطبه الدينية ووظائفه الإدارية وبغيرته الدينية وثقافته. وأشار إلى أن الفقيد كان منذ أن عمل مقررا بأكاديمية المملكة المغربية محبوبا من قبل أعضائها، مخلصا لرسالتها. من جانبه، أكد عضو أكاديمية المملكة المغربية وأحد أقطاب الطريقة الكتانية السيد محمد الكتاني، أن المرحوم كان معروفا بالصدق في القول والجد في النهوض بالمسؤولية والترفع عن مواقع التذلل والتملق والبحث في شؤون الدين وإبداء الرأي بعقل مكين وذكاء لماح. وأضاف أن الفقيد الذي نشأ في بيت كان أبناؤه يتنافسون على تلقين العلوم الدينية، نهل من المعارف والعلوم بالمغرب والمشرق حتى اكتمل تكوينه واكتسب ثقافة أدبية معمقة وعلوم قانونية واسعة، وظل المثقف الملتزم المشارك في الحياة العامة. وأجمعت باقي المداخلات على أن الفقيد إلى جانب خصاله الحميدة كان من حملة القلم الأدبي. وتفرغ المرحوم الذي كان من حملة القلم الأدبي، في السنوات الأخيرة من حياته، للبحث والكتابة وكرس عشر سنوات للخطابة الدينية التي كانت تشكل أبحاثا ومحاضرات معمقة عن قضايا الدين ناهزت 600 خطبة تميزت بأسلوبها الأدبي الجذاب. واهتم المرحوم الذي تقلب في عدة مهام من بينها عضو بالمجلس العلمي المحلي لعمالة سلا ومقرر أكاديمية المملكة المغربية وأستاذ محاضر بالمدرسة الوطنية للإدارة العمومية وبجامعة محمد الخامس، في دراساته ومحاضراته، بقضايا اللغة العربية وآدابها وبالجانب الاقتصادي في الحضارة الإسلامية وقضايا الأسرة، لاسيما المرأة والطفولة في الإسلام، وله عدة مؤلفات منها "الأنفاس النورانية في الرحلة الحجازية" و"تحقيق كتاب سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء في مدينة فاس" وغيرها من المؤلفات والدراسات والمقالات.