أكد شيخ الطريقة الكتانية، عبد اللطيف الكتاني، مساء الأحد المنصرم بتطوان، على أهمية "جمع الشمل ونبذ التفرقة"، استلهاما لسنة الرسول الكريم، الذي يجري الاحتفال هذه الأيام بذكرى مولده الشريف. وشدد الشيخ عبد اللطيف الكتاني، في كلمة توجيهية إلى مريدي ومنتسبي ومحبي الطريقة الكتانية، ألقاها خلال احتفال نظمته الطريقة، احتفاء بموسمها السنوي، الذي يتزامن عادة مع احتفالات عيد المولد النبوي، على "الالتزام بالشريعة الإسلامية الغراء في كل مناحي الحياة، والتمسك بالسنة المطهرة، والعض عليها بالنواجد، والدعوة إلى جمع الشمل، ونبذ التفرقة ونصرة المظلوم، والتقيد بأوامر الله، واجتناب نواهيه في حياتنا وسلوكنا بصفة عامة، كي يطبع النهج العلمي للإسلام أعمالنا، في البيت والمدرسة والشارع، وفي سائر مرافق حياتنا، حتى يصبح ديننا الإسلامي الحنيف هو الغالب بأمر الله". وأضاف أن أيام المولد النبوي الشريف، التي "يغمرنا موسمها النوراني كل سنة بعطاءاته الربانية، هي أيام عزة لنا وبركات وسؤدد، إذا ما أنزلنا فيها أنفسنا الدرجة الرفيعة، التي يريدها خالقنا لنا سبحانه". وأشار إلى أن احتفال المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بهذه الذكرى المجيدة على رأس كل سنة، هو من أجل التذكير بالمثل العليا للإسلام ومعانيه السامية، والحث على مراجعة الأمة الإسلامية لسيرتها الذاتية، وسلوكها في التربية الروحية والهداية الأخلاقية. وذكر بالمناسبة بأن سيدي محمد ابن الشيخ سيدي عبد الكبير الكتاني، أسس الطريقة الكتانية، وشيدها على "التقوى والتوبة والاستقامة، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وحض فقراءها والمنتسبين إليها والمحبين لها، على التحلي بالأخلاق النبوية العظيمة وفعل الخيرات، وحسن المعاملة والإخاء، والتماس المعاذير لسائر عباد الله". وكان الشيخ عبد اللطيف الكتاني أبرز، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قبل انطلاق الحفل، العناية السامية التي يحيط بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس الطريقة الكتانية . وأضاف أن الطريقة الكتانية قررت، خلال هذه السنة، أن تضع تأطير المريدين ضمن أولوياتها، من خلال القيام لأول مرة بتنظيم احتفالاتها الدينية بشكل متزامن بعد صلاة المغرب في كل من سلا، والدارالبيضاء، وفاس، وتطوان، بفضل برنامج موحد، وهي تجربة تعتزم الطريقة العمل به مستقبلا. وتوجه شيخ الطريقة الكتانية بالمناسبة بالدعاء إلى الله عز وجل بأن يحفظ أمير المؤمنين صاحب الجلالة، وأن تعود مبادرات جلالته بالنفع على رعاياه الأوفياء، وأن يقر عين جلالته بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وأن يشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.