احتفلت الزاوية الكتانية، أول أمس في سلا، بموسمها السنوي الأكبر، الذي يتزامن مع احتفالات عيد المولد النبوي الشريف، فقرأ المريدون سلكا من القرآن الكريم وتلوا «الورد الكتاني» و«اللطيف الصغير» وأنشدوا أمداحا نبوية، مع إقامة حلقة الذكر وسرد قصة المولد النبوي. وذكر شيخ الطريقة الكتانية، عبد اللطيف الشريف الكتاني، أن الطريقة هي «مدرسة علمية صوفية سنية أسسها أبو الفيض الشيخ سيدي محمد الكتاني منذ ما يزيد على قرن من الزمن على الاستقامة والتوبة والتقوى والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، جاعلا من العقيدة الإسلامية الوسطية والتربية الروحية والهادية الأخلاقية والترقية السلوكية وتجديد الفقه الإسلامي عمودها الفقري ومن الوفاء لثوابت الأمة عقيدة ومذهبا وسلوكا روحيا وولاء لإمارة المؤمنين». وأشار الكتاني إلى أن هدف الطريقة، التي تتخذ من الآية الكريمة «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة»، هو «السير على منهج التصوف السني المتشبث بالسنة النبوية الغراء وحث مريديها ومُحبيها على التحلي بأخلاق القرآن الكريم وبالشمائل النبوية وحسن المعاملة والمحبة والإخاء وطيب الكلام والتسامح والتعايش». وأكد شيخ الطريقة، في كلمته التي وجهها إلى المريدين والمنتسبين ومحبي الطريقة، أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف مناسبة إنسانية وشعبية ووطنية مقدسة ويُحتفَل بها من أجل التذكير بالمثل العليا للإسلام ومعانيه السامية والحث على مراجعة الأمة الإسلامية لسيرتها الذاتية وسلوكها في التربية الروحية والهداية الأخلاقية وتجديد إيمانها بهدي القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، تماشيا مع روح العقيدة الإسلامية الوسطية السمحة. وموازاة مع الحفل الذي نظم بمقر الزاوية في مدينة سلا، بعد صلاة المغرب، أقيمت احتفالات في مختلف زوايا الطريقة في المغرب، تمت خلالها تلاوة سلك من القرآن الكريم والذكر وتلاوة الورد الخاص بالطريقة. وللإشارة، فإن شيخ الطريقة الكتانية، عبد اللطيف الشريف الكتاني، الذي عينة الملك محمد السادس بظهير شريف شيخا للطريقة يوم 18 فبراير من سنة 2009، أمضى أزيد من 20 سنة في الدعوة إلى الإسلام في إفريقيا الوسطى، وكان فاعلا في مجال الحوار والتسامح والتعايش بين الديانات السماوية، وله العديد من الدراسات والأبحاث في مجالات مختلفة، من بينها «مفهوم الحوار والتسامح الديني في الإسلام» و«والحوار وضوابطه في نطاق احترام الهوية الدينية لكل الأطراف المعنية» و«مفهوم الصدقية في الإنجيل والزكاة في القرآن الكريم». وتقلد شيخ الطريقة عددا من المناصب الدبلوماسية، منها وزير مفوض لدى سفارة المغرب في المملكة العربية السعودية ومنصب القائم بالأعمال في عدة مناسبات ومنصب مستشار أول وقائم بالأعمال في سفارات المغرب في كل من الجزائر والعراق ولبنان، وقد بلغ عبد الطيف الكتاني سن التقاعد حاليا وقد شغل منصب وزير مفوض على رأس الأمانة العامة للمركز الإسلامي الثقافي لإيطاليا في روما لمدة ثمان سنوات، ثم شغل منصب استشاري لدى البنك الإسلامي للتنمية في جدة.