أحيت الزاوية الكتانية بمدينة سلا، مساء أول أمس الخميس، حفلا دينيا بمناسبة موسمها السنوي، الذي يتزامن مع احتفالات عيد المولد النبوي الشريف. وشكل هذا الحفل الديني، الذي نظم بمقر الزاوية بالمدينة العتيقة لسلا، عقب صلاة المغرب، والذي أقيمت موازاة معه احتفالات بمختلف زوايا الطريقة بالمدن والقرى، مناسبة للوقوف والتدبر في المثل العليا للإسلام ومعانيه السامية. وأكد شيخ الطريقة، عبد اللطيف الشريف الكتاني، في تصريح للصحافة، أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف هو من أجل التذكير بالمثل العليا للإسلام ومعانيه السامية، والحث على مراجعة الأمة الإسلامية لسيرتها الذاتية، وسلوكها في التربية الروحية والهداية الأخلاقية، تماشيا مع روح العقيدة الإسلامية الوسطية السمحة، والتربية الروحية، وتجديدا لإيمانها بهدي القرآن الكريم. وأبرز أن الطريقة الكتانية هي "مدرسة دينية صوفية سنية بنيت على الاستقامة والتقوى، جاعلة من العقيدة الإسلامية عمودها الفقري، ومن ثوابت الأمة عقيدة ومذهبا وسلوكا روحيا، ومن الوفاء لإمارة المؤمنين هدفها الأسمى". وأشار إلى أن مؤسسة إمارة المؤمنين تولي اهتماما كبيرا ورعاية سامية للطرق الصوفية السنية، سعيا منها لصيانة التراث الديني والحفاظ على سلامة العقيدة الإسلامية تحصينا للمجتمع من الخرافات وتطهيره من الضلالات وإبعاده عن التطرف وضمان الأمن الروحي للمواطنين. وتلا المريدون، خلال هذا الحفل، سلكا من القرآن الكريم، بين العشاءين، كما قرأوا الورد الكتاني واللطيف الصغير وأنشدوا أمداحا نبوية، قبل سرد قصة المولد النبوي وإقامة حلقة الذكر "العمارة". واختتم الحفل الديني، الذي حضره، على الخصوص، عامل عمالة سلا العلمي الزبادي، بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبأن يقر عين جلالته بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحبة السمو الملكي الأميرة للاخديجة، وأن يشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.