أكد مكتب المحاماة البريطاني الخاص بالأعمال (ألن ،أوفري)، اليوم الخميس، أن المغرب بفضل الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي قام بها خلال السنوات الأخيرة، أصبح يتموقع كأرضية مناسبة للاستثمارات والأعمال في اتجاه افريقيا جنوب الصحراء ومنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. وقال السيد فرانسوا دوكيت المسؤول عن هذا المكتب الذي سيفتح قريبا فرعا له بالدارالبيضاء، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، "إن المغرب يتمتع بالاستقرار ويتوفر على بنيات تحتية مما سيمكننا من تطوير أنشطتنا في منطقة استراتيجية". وأبرز هذا المسؤول، الذي سيدير فرع الدارالبيضاء لهذه المجموعة التي تتوفر على ممثليات لها في العديد من العواصم العالمية مثل باريس، ونيويورك، وطوكيو، ووساو باولو، وهونغ كونغ، وموسكو وسنغافورة، أن فتح هذه الممثلية، المقرر خلال الأسبوعين الأولين لشتنبر المقبل، يعد نتاج سنوات من العمل. وأكد دوكيت أن (ألن، أوفري) قام بدراسة نظم قانونية أخرى من أجل الحصول على تمثيليته الإقليمية بافريقيا جنوب الصحراء وشمال افريقيا، مشيرا على الخصوص إلى جنوب افريقيا. بالمقابل، قال إن المغرب تم اختياره بفضل موقعه الجغرافي واستقراره السياسي ومناخ الأعمال الذي يتوفر عليه مما يستجيب تماما للمعايير الدولية في مجال الشفافية والافتتاح. وقال إن هذا البلد يمنح أيضا فرصا جيدة من أجل تنمية أنشطة المجموعة في المنطقة، مشيرا ،على الخصوص، إلى وجود "بنيات تحتية بنكية ممتازة مع تطور جيد لشركات التدبير المالي في المغرب". وأكد المسؤول عن (ألن ،أوفري) أن وجود شركات دولية للاستشارة مثل "ماكينزي" التي تغطي المنطقة انطلاقا من المغرب، يدل على جاذبية المملكة باعتبارها مركزا إقليميا، مذكرا بأن مكتبه يدير حاليا أنشطته في منطقة شمال افريقيا وافريقيا جنوب الصحراء انطلاقا من مكاتبه في لندن وباريس و الشرق الأوسط. وعلاوة على ذلك فإن فرع الدارالبيضاء، الذي سيتكون من 19 محاميا أغلبهم مغاربة، سيعمل بتعاون مع مكاتب المجموعة في باريس وأبوظبي، وسيقدم خدماته في البداية على مستوى السوق المغربية، حيث أن المكتب البريطاني يؤكد توفره على زبناء واضحين، والذين يتمثلون خصوصا في شركات تعمل في القطاع الطاقي والمنجمي. وقال السيد دوكيت، إن " السوق المغربية تعد أرضيتنا الرئيسية"، مضيفا أن أرضية الدارالبيضاء من شأنها "منح قيمة مضافة كبيرة للزبناء". وأكد أن مكتبه يتطلع بتفاؤل إلى المستقبل، وهو تفاؤل تعززه الجاذبية التي يواصل المغرب تدعيمها لدى مجتمع الأعمال الدولي، بفضل الأوراش التنموية الكبرى التي تم فتحها بجميع جهات البلاد. وأوضح السيد دوكيت أن هذه السوق الواعدة التي تجتذب كفاءات عالية الخبرة في مجالات من قبيل تمويل المشاريع وسوق الرساميل، مبرزا إقبال المستثمرين الآسيويين والفرنسيين والإسبان ومن منطقة الشرق الأوسط على المغرب. ولم يفت المسؤول الإشارة إلى انخراط المواطنين المغاربة في الإصلاحات، الامر الذي تجسد في المصادقة بالأغلبية على الإصلاح الدستوري بمناسبة استفتاء فاتح يوليوز الجاري. وسجل أنه "بالنسبة لنا، فإن هذا الانفتاح يعتبر علامة واضحة على الاستقرار"، مبرزا كذلك الجهود الهامة المبذولة على مستوى إصلاح القضاء. وقال السيد دوكيت إن هذه الإصلاحات تعد "إحدى الأسباب التي جعلتنا نقبل على الدارالبيضاء والمغرب". من جانبه، أشار جون كلود ريفالان، الشريك المسير للمكتب الباريسي "ألن أوفري"، إلى أن فرع المجموعة بمدينة الدارالبيضاء سيصاحب الطفرة المتواصلة التي تعرفها العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المغرب وفرنسا. وأوضح أن هذه المبادرة تعكس كذلك تميز العلاقات القائمة بين المغرب وفرنسا، مذكرا بالحضور القوي للمقاولات والمستثمرين الفرنسيين بالمغرب. وإلى جانب "ألن، أوفري"، أعلنت مجموعة بريطانية أخرى في مجال محاماة الأعمال هي "كليفورد تشانس"، عن عزمها الاستقرار بالمغرب. وينتمي المكتبان ل` "ماجيك سيركل"، الذي يضم أهم مكاتب المحاماة ببريطانيا.