نوه العديد من المسؤولين السياسيين ورجال الأعمال البريطانيين بالجهود التي يقوم بها المغرب، معتبرين المملكة "بلد يسير بخطوات كبيرة نحو التقدم والرخاء". "" وأبرز هؤلاء المسؤولون، الذين شاركوا في ندوة نظمت أمس الخميس بلندن حول فرص الاستثمار بالمغرب، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المملكة، وبفضل البرنامج المتنوع والطموح الذي يقوده صاحب الجلالة، "أصبحت تسير بخطوات كبيرة نحو التقدم والرخاء". وهكذا قال السيد نيغيل غريفيث النائب العمالي ووزير التجارة السابق، أن أوساط رجال الأعمال في بريطانيا تعتبر المغرب بمثابة السوق "الواعدة والأكثر دينامية في المنطقة". وأضاف أن "الاهتمام الكبير الذي أظهره المستثمرون البريطانيون خلال هذه الندوة يبين بوضوح المكانة المتميزة التي يحتلها المغرب لدى المنعشين الاقتصاديين البريطانيين"، مضيفا أن مثل هذا الاهتمام يعكس أيضا الثقة التي يحظى بها المغرب لدى أوساط الأعمال في حي المال بلندن. وأضاف البرلماني البريطاني أن هذا الاهتمام سيتعزز أكثر على إثر الزيارة التي سيقوم بها وفد لرجال الأعمال برئاسة الأمير آندرو من29 أكتوبر الجاري الى2 نونبر القادم، مشيرا إلى أن الوفد سيضم ممثلين عن عدة شركات بريطانية. وأشار السيد غريفيث من جهة أخرى إلى أن مسلسل الإصلاحات السياسية التي قام بها المغرب تم التنويه بها من طرف القوى العظمى في العالم، ومن بينها بريطانيا، مؤكدا ان هذه الإصلاحات سوف ستعزز ثقة المستثمرين في المغرب وتشجعهم على الاستثمار في المغرب على اعتبار أنه بلد ينعم باستقرار مثالي. وأضاف أن تشكيل حكومة من شخصيات كفؤة سيعزز من وضع المغرب في السوق العالمية، مؤكدا أن الحكومة البريطانية بقيادة الوزير الأول العمالي غوردون براون "تأمل في مواصل العمل مع الحكومة المغربية الجديدة من أجل تعزيز العلاقات بين البلدين في جميع المجالات. وبدوره أكد السيد شارل غراي سفير بريطانيا في المغرب أن هذه الندوة ترسل عدة رسائل إيجابية بخصوص رغبة البلدين في المزيد من توثيق روابط التعاون الممتاز التي تجمع بينهما. وأضاف الديبلوماسي البريطاني أن زيارة بعثة رجال الأعمال البريطانيين للمغرب عما قريب ستتيح فرصة بحث الوسائل الكفيلة بالدفع بالعلاقات بينهما، معربا عن ارتياحه لتكثيف الاتصالات بين البلدين، مما يمثل مؤشرا إيجابيا على مزيد من الانفتاح على السوق البريطانية. وأشار السفير إلى أن "تعيين شخصيات كفأة في الحكومة المغربية الجديدة يعد تطورا جد مشجع". ومن جهتها، أكدت البارونة إليزابيت سايمون دي فيرنهام دين، العضو بمجلس اللوردات (الغرفة العليا للبرلمان البريطاني) أن "مناخ الشفافية الذي جرت فيه الانتخابات التشريعية لسابع شتنبر الماضي يمثل خطوة جديدة اجتازها المغرب على طريق التقدم". وأضافت البارونة سايمون، التي كانت أيضا وزيرة بريطانية سابقة مكلفة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن هذا الموعد الذي نجحت فيه المملكة بتفوق، يأتي لينضاف إلى برنامج الإصلاحات الاقتصادية والسياسية الطموحة التي نفذها المغرب خلال السنوات الأخيرة، مشيرة إلى أن الحكومة البريطانية ستواصل العمل مع نظيرتها المغربية من أجل علاقات أكثر قوة بين المملكتين. ويرى ميكايل طوماس مدير عام "جمعية الشرق الأوسط" التي نظمت هذه الندوة، أن المغرب يتوفر على مؤهلات اقتصادية وتجارية ضخمة وحكومة مستقرة، فضلا عن قربه من المملكة المتحدة. وأكد أن كل هذه المميزات، إضافة إلى العلاقات المتميزة التي تربطه بالاتحاد الأوروبي، تجعل من المغرب وجهة مفضلة بالنسبة للمستثمرين، خصوصا المستثمرين البريطانيين، مضيفا أن فاعلية التدبير الاقتصادي مكنت المملكة من مواجهة التحديات، والتقدم كشريك مفضل، أصبح موقفه أكثر قوة بفعل الإصلاحات الموجهة لخلق مزيد من النمو ومن مناصب الشغل في إطار مناخ سليم بالنسبة للمستثمرين. وقد تم تنظيم هذه الندوة حول فرص الاستثمار في المغرب من قبل "جمعية الشرق الأوسط"، بتعاون مع عدد من الشركاء، من بينهم مجلس الأعمال المغربي-البريطاني و مجموعة أوكسفورد للأعمال. شارك في هذه الندوة حوالي200 شخصية من رجال الأعمال بريطانيين ومغاربة، إضافة إلى مسؤولين حكوميين، وذلك لمناقشة العديد من المحاور، من بينها التحديات الاقتصادية والاجتماعية في المغرب الجديد، وسط الأعمال في المغرب وتطوير قطاعات العقار، والسياحة والأوفشورينغ أو (ترحيل الخدمات). وتعد جمعية الشرق الأوسط، التي يرأسها الأمير أندرو، دوق يورك، أهم وكالة بريطانية مهتمة بالنهوض بعلاقات التعاون التجاري والاقتصادي بين المملكة المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط. وتضم جمعية الشرق الأوسط، التي تم إحداثها سنة1961 وهي لا تستهدف الربح المادي، أزيد من400 من الشركات الكبرى البريطانية، المحتكرة لأزيد من70 في المائة من التجارة البريطانية مع منطقة الشرق الأوسط.