أجمع المشاركون في ندوة صحفية نظمها الاتحاد الدولي لدعم مشروع الحكم الذاتي بالصحراء، مساء اليوم الأربعاء بالرباط، على أن المقترح المغربي القاضي بمنح حكم ذاتي للأقاليم الجنوبية للمملكة يشكل "تجسيدا خلاقا لمبدأ تسوية النزاعات بالطرق السلمية". وأوضح المشاركون في هذه الندوة، التي خصصت لتسليط الضوء على نتائج المؤتمر التأسيسي للاتحاد الذي انعقد يوم السبت المنصرم، أن مقترح الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية للمملكة يعد "حلا واقعيا وخلاقا" لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، مبرزين أن تفعيله كفيل بدعم الاستقرار السياسي والأمني والإقلاع الاقتصادي على المستوى الإقليمي والدولي.
وفي هذا الإطار، اعتبر السيد ميلود الوكيلي الأستاذ الجامعي وعضو سكرتارية المجلس الوطني للاتحاد أن حل الحكم الذاتي هو "الوسيلة الوحيدة لتجنيب المنطقة المغاربية ويلات الحرب والتشتيت"، مؤكدا في الآن ذاته أن زرع دويلة صغيرة بالمنطقة لن يكون ذا جدوى في زمن تحتفي به الدول بسقوط الجدران وتسعى فيه إلى مزيد من الوحدة والتكتل.
وأكد السيد الوكيلي، المتخصص في مجال الحدود البحرية، بأن المغرب ما فتئ يطلق دعواته ومبادراته من أجل تعزيز مناخ السلم والأمن بمنطقة شمال إفريقيا والمغرب العربي، مشيرا، في هذا السياق، إلى أن مقترح الحكم الذاتي ودعوة المغرب المستمرة إلى فتح الحدود مع الجارة الجزائر ليسا سوى تجسيد للإرادة التي تحدو المملكة في خدمة هذا الهدف النبيل.
من جانبه، أكد السيد محمد المعاشي وهو أيضا عضو سكرتارية المجلس الوطني للإتحاد على دور المجتمع المدني في التعريف بمقترح الحكم الذاتي والتحسيس بأهميته على المستويين الإقليمي والدولي، مبرزا أن هذا الاتحاد سيشكل لا محالة قيمة مضافة في سياق المشهد الجمعوي الوطني الذي يتميز بتعدد مكوناته وتنوع اجتهاداته للتعريف والدفاع عن مقترح الحكم الذاتي الموسع.
وقال إن الانخراط الفعلي في هذا الإطار الجمعوي الجديد لشريحة واسعة من الأطر والكفاءات والفعاليات الجمعوية النشيطة المنحدرة، على الخصوص، من الأقاليم الجنوبية للمملكة إنما هو تعبير عن "الإيمان القوي والغيرة الوطنية الراسخة لدى ساكنة هذه الأقاليم، والرغبة الصادقة في تعزيز إشعاع المقترح المغربي للحكم الذاتي".
من جهته، تطرق السيد محمد سقراط رئيس سكرتارية المجلس الوطني للاتحاد إلى أبرز الخطوات العملية التي يعتزم الاتحاد الدولي لدعم مشروع الحكم الذاتي بالصحراء القيام بها في هذا الإطار، ومن بينها، على الخصوص، إصدار مجلة تابعة للاتحاد، وتأسيس معهد للدراسات الاستراتيجية والنزاعات الحدودية، إضافة إلى استقبال وفود أجنبية بالمملكة من أجل إطلاعهم على المنجزات التي حققها المغرب في مجالات الإصلاح السياسي والاقتصادي وحقوق الإنسان، والوقوف عن قرب على الإنجازات التي تم تحقيقها على مستوى الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وأكد السيد سقراط، من جهة أخرى، استعداد الاتحاد للجلوس على طاولة النقاش والحوار البناء مع مساندي الأطروحة الانفصالية شريطة أن "يكون القرار بأيديهم، وأن لا يخضعوا لإملاءات الدولة التي تمولهم"، مضيفا أن التحلي بقدر من الموضوعية من طرف هؤلاء سيبرز بالملموس فاعلية وواقعية الحل المغربي الذي لا شك سيحقق تطلعات ساكنة المنطقة المغاربية برمتها في تحقيق التنمية المنشودة.
يذكر أن الاتحاد الدولي لدعم مشروع الحكم الذاتي بالصحراء الذي تأسس يوم 23 يناير الجاري، جمعية غير حكومية تهدف إلى اعتماد دبلوماسية المجتمع المدني للتعريف بمشروع الحكم الذاتي في حل النزاع المفتعل حول الصحراء ومدى احترامه لمعايير حقوق الشعوب والأفراد بمفهومها الكوني.
كما يتوخى الاتحاد تسليط الضوء على المستوى الحقوقي والسياسي الذي وصل إليه المغرب في مناطقه الجنوبية، وفتح نقاش وطني ودولي لتقريب الرأي العام من القضية، إضافة إلى تعبئة المنظمات الحقوقية لحمل المنتظم الدولي على فتح تحقيق جدي ومسؤول حول الأوضاع اللإنسانية في مخيمات الاحتجاز بتندوف.