شارك جامعيون مغاربة في ندوة نظمت مؤخرا ببوينوس آيريس بالأرجنتين في موضوع "الاستشراق .. رؤية وخطاب متميز للغرب". وخلال الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة، التي ضمت ثلة من الباحثين الأرجنتيين والأجانب، أشرف الجامعيان المغربيان السيد عبد اللطيف ليمامي والسيدة نعمة بن عياد على تنشيط جلسة حول "الاستشراق والاستشراق المعاصر في أمريكا اللاتينية"، و "من البحث العلمي إلى الإبداع الأدبي .. أمريكا اللاتينية والعالم العربي". وتناول السيد ليمامي، أستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط، خلال هذا اللقاء ، تطور الاستشراق في أمريكا اللاتينية، واهتمام كثير من المفكرين بالمنطقة بمختلف الثقافات العربية كسبيل لمعرفة الآخر والتعرف أيضا على الذات. واعتبر أن مهمة التقرب من الآخر كما يرى العديد من المفكرين بأمريكا اللاتينية يعتبر استشراقا جديدا مبنيا على استغلال المعرفة المسبقة لعقد لقاءات في العالم العربي وأمريكا اللاتينية، والتي من شأنها تعزيز الإنتاج الأدبي والتبادل الثقافي بين الطرفين. وأكد الجامعي المغربي أن الاستشراق الجديد بأمريكا اللاتينية ينبني أيضا على تعزيز الأبحاث، وعقد لقاءات أكاديمية وإطلاق مشاريع علمية تمكن الأرجنتيين من تعلم اللغة العربية، والكتاب المغاربة من اللغة الإسبانية. وفي مداخلة مماثلة، اعتبرت السيدة بن عياد ، من جانبها، أن التعاطي مع قضية الاستشراق والاستشراق المعاصر يشكل أرضية للحوار بين الشرق والغرب انطلاقا من الفضاء الأمريكي -اللاتيني. كما اعتبرت أن التعاطي مع قضية الاستشراق خلال العقد الثاني من القرن ال`21 شكل ضرورة لإطلاق حوار الحضارات، وفرض الاحترام المتبادل للقيم رغم الاختلاف، موضحة أن الظرفية السوسيو-اقتصادية والسياسية الحالية تقتضي ، اليوم، أكثر من أي وقت مضى، ضرورة تعزيز الحوار بين الحضارات. وأكدت الجامعية المغربية أن الأدب يمكن أن يضطلع بدور مهم لبلوغ هذا الهدف ، خاصة الأدب المكسيكي على اعتبار أنه نموذج للاستشراق الأمريكي اللاتيني المعاصر، مبرزة، في هذا السياق، اهتمام الأدباء المكسيكيين الكبار أمثال كارلوس فوينتس وأوكتافيو باث ، بتأثير الثقافة العربية على نظيرتها بأمريكا اللاتينية بشكل عام.