قال الناقد والروائي المغربي محمد برادة إن الرواية العربية الحديثة هي جزء من الإبداع الذي، على رغم انتفاء شروط الإنتاج والتلقي المشجعة، شكّل ولا يزال، واجهة لمقاومة الطغيان والماضوية واستشراف أفق الحداثة وتغيير البنيات المهترئة. وأضاف برادة، في مقال بعنوان (الرواية العربية أمام رهان الحداثة) نشرته جريدة الحياة اللندنية في طبعتها اللبنانية الصادرة اليوم الإثنين، إنه من ثمة تأتي مبررات الرهان على رواية عربية جديدة يبلور تضاريسها روائيات وروائيون شباب، من دون إلغاء ما أنجزه الموهوبون من أجيال سابقة. واعتبر برادة أنه "تجديد، في نهاية التحليل، نسبي لم يستكمل بعد مقوماته، غير أنه يتعدى تنويع طرائق السرد والتشكيل إلى ملامسة قضايا متجذرة في عمق هموم العربي اليوم، وإلى ابتداع لغة تستوعب المستجدات، وتخلخل البلاغة المحنطة". ويرى الكاتب المغربي أن "بعض نصوص تلك الروايات الشابة كانت تؤشر على ما تحبل به المجتمعات العربية من رفض وثورة، تطلعا إلى الاقتراب من الأسس الضرورية لتجسيد قيم الحداثة والانخراط في التاريخ الإنساني". وخلص إلى أن هذا ما يبرر، في نظره، البدء بقراءة وتحليل الرواية العربية الجديدة من دون افتراض أنموذج "حداثي" مسبق، لأن "من خصائص النصوص أنها تسعفنا على تدقيق النظرية والتنظير". ويرد محمد برادة في هذا المقال على مقال سابق للناقد اللبناني موريس أبو ناضر في عدد 30 يونيو المنصرم لجريدة (الحياة) في نقد كتاب برادة (الرواية العربية أمام رهان الحداثة) الذي صدر حديثا عن مجلة (دبي الثقافية).