قال الباحث اللبناني موريس أبو ناضر إن الروائي والناقد المغربي محمد برادة يحاول في كتابه "الرواية العربية ورهان التجديد"، الصادر عن مجلة (دبي الثقافية) كشف وجوه الجدة في الرواية العربية الجديدة. ورأى أبو ناضر، في مقال نشرته جريدة (الحياة) اللندنية في طبعتها اللبنانية الصادرة اليوم الخميس، أنه لا يمكن قياس مصطلح الرواية العربية الجديدة، على مصطلح الرواية الجديدة في منتصف القرن الماضي في فرنسا مع ألان روب غرييه ورفاقه. وأوضح الناقد اللبناني أن ذلك بسبب أن لتلك الرواية الجديدة في فرنسا "زمانها وظروفها وكتابها وقراءها، ولها إيديولوجيتها المنبثقة من ذيول الحرب العالمية الثانية، والواقعة فكريا تحت تأثير وجودية هيدغر وسارتر وكامو". وعلى رغم ذلك يقر الكاتب أن الرواية العربية "في أيامنا شهدت بعض التطور في أساليبها السردية باعتماد السرد المفتوح والمختلط وغير القابل للتصنيف الأجناسي، من خلال مزج الواقع بالخيال، والمعقول بالسحري، والشعر بالنثر، والأمكنة بالمواقع، وحضور المرأة مع حضور الرجل". وأضاف قائلا "لا نود أن يفهم خطأ، أننا ننفي عن الرواية بعض الجدة على مستوى الشكل، وبعض التطور على مستوى المضمون، عند القلة القليلة من الروائيين المحدثين، بعد هزيمة يونيو التي هزت الضمير العربي، وحملت روائييه على مساءلة المسكوت عنه". ورأى موريس أبو ناضر أن "هذه القلة لا تروي عطشا ولا تسمن من جوع، لأن الغالبية ما زالت رهينة الموروث وحساباته الماضية، ولم تدخل عصر الحداثة، وإنما واقفة على أبوابه". وخلص إلى أن هذا ما يكشفه تحليل محمد برادة، موضحا أنه في مجال تبيان الخصائص المميزة للرواية الجديدة "نراه يتوقف عند ما يسميه (تشظي الشكل وكتابة في صوغها الأدنى) ويعود ذلك كما يقول، إلى اهتزاز الشكل الواقعي الكلاسيكي المعتمد على سرد خطي، والتزام منظور أحادي، وطموح الى القبض على الواقع في تجلياته التفصيلية، ومنطقه المرئي". وأضاف أنه تم استبدال هذا الشكل "بما كشفه التحليل النفسي من تعددية الذات والأنا، وتعايش الخطاب الملفوظ مع طبقات من الحوار الداخلي (المونولوغ) تنازع الكلام المعلن، وتمتح من الكلام المكبوت واللابد في مناطق النفس السرية عبر "تذويت" يحمل كل معاني الجدة". وأشار إلى أن هذه التجربة الجديدة مثلها الروائيون صنع الله إبراهيم، وتيسير سبول، وإلياس خوري ، وإدوار الخراط.