أكدت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيدة لطيفة أخرباش، اليوم الثلاثاء باستانة (عاصمة كازاخستان)، أن "التضامن الفعلي المبني على أسس احترام سلامة الدول وسيادتها ووحدتها الترابية هو السبيل الأنجع لترسيخ وحدة الأمة الإسلامية". وأضافت السيدة أخرباش، في كلمة لها خلال الدورة 38 لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، أن "شعار دورة أستانة "السلام والتعاون والتطور" يعكس رهان الأمة على تحقيق السلام والتعاون والتطور وفق رؤية مشتركة تقوم على التضامن الفعلي المبني على أسس احترام سلامة الدول وسيادتها ووحدتها الترابية، باعتباره السبيل الأنجع لترسيخ وحدة الأمة الإسلامية وصون هويتها وتمكينها من مواجهة التحديات، تعزيزا لمصداقية التكتل الإسلامي على الصعيد الدولي. وأكدت السيدة اخرباش دعوة المغرب الى "تعميق النقاش حول سبل ترسيخ البعد العملي للتضامن الإسلامي بما يمكن العالم الاسلامي من تفعيل مبادئ وأهداف المنظمة تجسيدا لتطلعات الشعوب الإسلامية في تحقيق الحكامة الرشيدة والتنمية المستدامة". وأضافت السيدة أخرباش أن "ترسيخ التضامن الإسلامي الفعلي يظل رهينا بتطوير أساليب عمل المنظمة ودعمها بإرادة سياسية جماعية ترتقي بالعمل الإسلامي المشترك إلى مرحلة الفعل الميداني الناجع والسريع" من خلال تنفيذ مشاريع ذات أثر مباشر على حياة أفراد الأمة. وأبرزت بالمناسبة أن الظرفية الراهنة للعالم الإسلامي تحتم على أعضائه إعادة النظر في طبيعة عمل اجتماعات المنظمة بما يجعلها "إطارا فعليا للتدارس العميق والتحليل الواقعي والدقيق للتحديات المطروحة على الساحة الإسلامية بغية اتخاذ القرارات الناجعة لمعالجتها". وشددت على أن من شأن اتخاذ هذه الخطوات معززة بآليات المتابعة والتنفيذ، أن "ترقى بالمنظمة إلى مستوى التكتل الوازن القوي والمنسجم القادر على الانخراط في تعاون أمثل مع التكتلات الإقليمية الأخرى"، وتجعلها مؤهلة للمساهمة "بقوة وفاعلية في انبثاق علاقات دولية قائمة على العدالة والإنصاف والمصالح المشتركة، وتقوية المواقف الإسلامية لنصرة القضايا المصيرية لأمتنا وعلى رأسها القضية الفلسطينية". وأبرزت السيدة أخرباش أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، ما فتئ يبذل، من منطلق الأمانة التي يتقلدها، المساعي الدبلوماسية لدى المجتمع الدولي للمحافظة على الوضع القانوني لمدينة القدس المكلومة والدفاع عن هويتها الحضارية، ورموزها الدينية المقدسة. وأشارت الديبلوماسية المغربية إلى أن جلالة الملك، وموازاة مع المواقف الثابتة لنصرة الحق الفلسطيني والمساعي الدبلوماسية الحثيثة، اعتمد، بصفته رئيسا للجنة القدس، مقاربة عملية بإشراف وكالة بيت مال القدس الشريف من خلال إنجاز مشاريع ومنشآت سكنية واجتماعية وتربوية، إسهاما في تحسين أحوال عيش المقدسيين ودعم صمودهم والحفاظ على المعالم الحضارية والروحية لهذه المدينة السليبة. واكدت السيدة أخرباش حرص المغرب على مواصلة وكالة بيت مال القدس الشريف تقديم الدعم التضامني المطلق لأهالي القدس وتنفيذ مشاريع تنموية بهذه المدينة المباركة. وجددت ،في هذا السياق ، تأكيد دعم المغرب للشعب الفلسطيني ومساندته لنضالاته المشروعة من أجل إقامة دولته الوطنية المستقلة، ذات السيادة المتصلة والقابلة للاستمرار، وعاصمتها القدس الشريف طبقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. واعتبرت السيدة اخرباش أن المصالحة الفلسطينية تشكل المدخل الصحيح لتعزيز الموقف التفاوضي الفلسطيني، معربة عن ثقة المغرب في أن التضامن الحقيقي بين البلدان الإسلامية، وفق رؤية مشتركة، كفيل بحماية وتثبيت الحقوق الفلسطينية المشروعة في مختلف المحافل الدولية والإقليمية المؤثرة. وجددت إدانة المغرب لكل الممارسات الإسرائيلية العدوانية وسياساتها الاستيطانية الممنهجة ومشاريعها التوسعية وتماديها في نهج سياسات الهدم والضم ومصادرة الأراضي والممتلكات والترحيل والعزل والحرمان من حق ولوج أماكن العبادة في انتهاك صارخ للشرائع السماوية والمواثيق الدولية. وقالت السيدة اخرباش إن " الدين الإسلامي الحنيف لا يزال يتعرض لهجمات من جهات وأطراف لا تؤمن بالتعايش ولا تفكر في الحوار"،داعية ، في هذا السياق،الى فتح أبواب التواصل مع التيارات المستنيرة في الغرب من أجل إبراز صورة الإسلام الحقيقية ودوره في نشر مبادئ التسامح والتعايش والوسطية ومناهضة التطرف ونبذ العنف والإرهاب. وأعربت عن الأمل في أن تسفر هذه الدورة عن قرارات ناجعة تستهدف وفقا لمقاربة عملية، تطوير منظومة العمل الإسلامي المشترك بما يستجيب لتطلعات شعوب المنطقة في العيش الكريم والأمن والاستقرار . وسيشارك الوفد المغربي، الذي يحضر أشغال هذه الدورة، التي ستتواصل على مدى ثلاثة أيام، في جلسة لمناقشة موضوع الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية في العالم الإسلامي.