تشهد سفارات المغرب ببلدان مختلفة من إفريقيا جنوب الصحراء تعبئة كبيرة منذ نحو أسبوع من أجل ضمان مشاركة أوسع للمواطنين المغاربة في الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد. وأكد رؤساء البعثات الديبلوماسية المغربية في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء أنهم اتخذوا جميع التدابير الممكنة على الصعيد اللوجيستيكي لكي تتم هذه الاستشارة الشعبية في أحسن الظروف وحتى يتمكن المواطنون المغاربة من القيام بواجبهم الوطني أحسن قيام. وهكذا، تعرف السينغال التي تضم أعرق وأهم جالية مغربية بإفريقيا(نحو 3000 شخص) تعبئة شاملة لكي تمر عملية التصويت في مناخ تسوده روح المواطنة والسكينة. وتم في هذا السياق، إرساء ترسانة هامة في عين المكان لتمكين المغاربة من القيام بواجبهم الوطني الذي يضمنه لهم الدستور الجديد بشكل صريح. ونظمت العديد من الجمعيات المغربية حملات تحسيسية لتوضيح مقتضيات الدستور الجديد، كما تم توزيع مطويات على أفراد هذه الجالية تدعوهم إلى التوجه بكثافة إلى مكاتب التصويت. وبالكوت ديفوار التي تضم حوالي ألف و800 مغربي، أي ثاني أهم جالية مغربية ببلدان إفريقيا جنوب الصحراء، خصصت سفارة المغرب ثلاثة مكاتب للتصويت لتمكن المهاجرين المغاربة من القيام بواجبهم المدني، ويتعلق الامر بمكتب بمرافق البعثة الديبلوماسية وآخر بتريشفيل والثالث بحي بلاطو بأبيدجان. وإلى جانب الحملة الواسعة التي تم تنظيمها لفائدة أفراد الجالية المغربية عبر اجتماعات إخبارية وتوزيع المطويات، تمت أيضا الاستعانة بالصحافة الإيفوارية من أجل توضيح مضمون مشروع الدستور الجديد وحث المغاربة على التوجه بكثافة للتصويت والمساهمة في بناء مستقبل البلاد. وبالغابون التي تحتضن ثالث أهم جالية مغربية بعد السنغال والكوت ديفوار، أكدت سفارة المغرب أن جميع الإجراءت الضرورية تم اتخاذها حتى يمر التصويت في جو احتفالي. وهكذا، تم تخصيص مكتبين للتصويت، الأول بالعاصمة ليبروفيل والثاني ببور جونتي على بعد 140 كيلمتر جنوب-غرب ليبروفيل حيث يعيش حوالي 1000 مهاجر مغربي يعملون بمقاولة كبيرة. وسيتم فتح هذه المكاتب خلال أيام الجمعة والسبت والأحد بهدف تمكين الغالبية العظمى من المغاربة المقيمين بالغابون من القيام بواجبهم. وعلى غرار البعثات الديبلوماسية المغربية الأخرى، بإفريقيا وبباقي أنحاء العالم، يعمل الديبلوماسيون المغاربة بمالي على قدم وساق منذ أيام عديدة من أجل إنجاح رهان التنظيم المحكم للتصويت والانخراط الواسع للمهاجرين المغاربة. وتم إلى جانب الحملة التواصلية تخصيص رقم أخضر لتزويد المهاجرين المغاربين بكل المعلومات المفيدة لهم حول مشروع الدستور الجديد وأنماط التصويت. وتم بغينيا، وهي من بين البلدان العريقة التي استقبلت الجالية المغربية المهاجرة إلى بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، تسخير جميع الموارد البشرية واللوجيستية لتجعل من يوم فاتح يوليوز يوم للاحتفال بامتياز. وتتواصل في هذا الإطار الحملة التواصلية منذ أسبوع بكل وسائل الإعلام(الراديو والتلفزة والصحافة المكتوبة)، كما تم وضع ملصقاة داخل فضاءات تجمع فيها نحو 130 فرد من افراد الجالية المغربية ومعظمهم تجار وأطر مقاولات وزوجات المواطنين الغينيين. وتشهد سفارة المغرب بيواندي ( الكامرون ) التعبئة ذاتها، في أفق إيلاء الاهتمام اللائق لحدث يوم الجمعة القادم بما تختزله من حمولة وطنية وقومية. وتم بعث ديبلوماسي إلى دوالا، ثاني أكبر مدينة بالكامرون لتعبئة المغاربة الذين يعيشون بها حول هذا المشروع ودعوتهم إلى الإدلاء بصوتهم حول مستقبل بلدهم من خلال المشاركة في هذه الاستشارة الشعبية. وسيتم تخصيص حافلة خلال يوم التصويت من أجل نقل المغاربة المقيمين بدوالا وجميع أحياء يواندي إلى مكاتب التصويت التي تم إرساؤها بالسفارة. وبأبوجا، عاصمة نيجيريا سيتم فتح مكتب للتصويت بمرافق سفارة المغرب أيام الجمعة والسبت والأحد في أفق تمكين نحو 80 مغربي يعيشون بنيجيريا من القيام بواجبهم. واتخذت اشكال التعبئة المنحى ذاته بالعديد من سفارات المغرب ببلدان إفريقيا جنوب الصحراء، خاصة ببوريكنا فاسو والنيجر وأنغولا حيث تم اتخاذ جميع الإجراءات الكفيلة بضمان تنظيم جيد لعملية التصويت وتأمين مشاركة قوية للمغاربة المستقرين بهذه البلدان.