منذ إعلان صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يوم الجمعة الماضي، عن تنظيم الاستفتاء على الدستور يوم فاتح يوليوز المقبل، تجري الاستعدادات على قدم وساق بإيطاليا لتمكين المهاجرين المغاربة من القيام بواجبهم الوطني في أفضل الظروف. وسيكون ما لا يقل عن 73 مكتب تصويت مفتوحا أمام أفراد الجالية المقيمة بإيطاليا، حيث تعمل قنصليات المغرب الست، بكيفية متواصلة، على توفير جميع الإمكانيات اللوجستية اللازمة تحضيرا لهذه الاستشارة الشعبية الهامة. وفي هذا الصدد، أكد قناصلة المغرب بكل من روما (وسط) وباليرمو (جنوب) وفيرونا وبولونيا وتورينو (شمال)، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه لم يتم ادخار أي جهد لتقريب مكاتب التصويت من المواطنين وضمان سير العملية في ظل جيدة. وتجري الاستعدادات بالكيفية نفسها بقنصلية ميلانو، حيث تفيد المعلومات التي توصلت بها وكالة المغرب العربي للأنباء، بأنه تم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمواكبة سير هذه العملية الهامة. ولكي يتمكن أفراد الجالية المغربية من التعبير بكثافة عن موقفهم من مشروع الدستور الجديد، علم أيضا من مصادر قنصلية بأن التصويت سيكون مفتوحا في وجه المواطنين المغاربة الذين بلغوا السن القانونية (18 عاما) والمتوفرين على بطاقة التعريف الوطنية، بغض النظر عما إذا كانوا مسجلين أم لا لدى هذه القنصلية أو تلك. وهكذا، وضعت القنصلية العامة للمغرب بروما رهن إشارة المواطنين ما لا يقل عن 17 مكتب تصويت، من بينها مكتب مخصص للجالية المغربية المقيمة بمالطا (لا فاليت) التابعة لمجال اختصاصها. وتتوزع باقي المكاتب على الشكل التالي: لاتسيو (5) وكامبانيا (3) وأومبريا (3) وأبروتزو (3) وساردينيا (2). ويمكن للمواطنين المغاربة المقيمين في المناطق التابعة لاختصاص القنصلية العامة للمملكة بباليرمو ، من جهتهم ، القيام بواجبهم الوطني من خلال التوجه إلى واحد من مكاتب التصويت الستة التي ستكون مفتوحة أمامهم: 3 بصقلية و2 في كلابريا وواحد في بويليا. وستخصص القنصلية العامة للمغرب ببولونيا ، من جانبها ،12 مركزا للتصويت في المناطق التابعة لها، وخصوصا في توسكانيا وإميليا رومانيا . وفي ما يتعلق بالقنصلية العامة للمملكة بتورينو، تم تخصيص 14 مكتب تصويت بجهات بيمونتي وليغوريا وأوستا. وسيتم فتح أحد هذه المكاتب التي ستقام داخل الفضاءات التي تعرف تمركزا قويا للمهاجرين المغاربة، بجنوة (حاضرة ليغوريا)، بفضاء قريب من ميناء المدينة الذي يعبر منه جزء كبير من المهاجرين المغاربة في طريق عودتهم إلى الوطن الأم لقضاء عطلتهم الصيفية. وستضع القنصلة العامة للمغرب بفيرونا رهن إشارة المغاربة المقيمين بالجهات الثلاث التابعة لها (فنيتسيا وترانتيني -أديدجي وفريول-فنيسيا) ما لايقل عن 12 مكتبا للتصويت في حاضرة كل إقليم. وبميلانو، عاصمة لومبارديا التي تضم 13 إقليما ، حيث يتمركز جزء كبير من أفراد الجالية المغربية، ستضع القنصلية العامة أيضا رهن إشارة المواطنين المغاربة 12 مكتبا للتصويت بهدف تمكينهم من القيام بواجبهم الوطني. وبالموازاة مع الاستعدادات ذات الطابع اللوجيستي، تم تنظيم العديد من اللقاءات الإخبارية والتحسيسية حول مشروع الدستور الجديد من قبل جمعيات المغاربة بمختلف جهات إيطاليا. ويأخذ أعضاء هذه الجمعيات على عاتقهم توضيح المستجدات التي تضمنها هذا المشروع . وأحدثت جمعيات المغاربة بهذه الجهات بشكل تطوعي آليات لفائدة المواطنين من أجل تسهيل عملية التنقل نحو مكاتب التصويت، كما تم عقد اجتماعات تنسيقية مؤخرا في هذا السياق بالعديد من الأقاليم. وتجدر الإشارة إلى أن الجالية المغربية المقيمة بإيطاليا تضم نحو 550 ألف شخص، تستقر غالبيتهم بالمناطق الواقعة بالشمال.