أكد الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج السيد محمد عامر،أمس الأحد بميلانو (شمال إيطاليا)،أن الرؤية الجديدة التي ستحكم السياسة الحكومية في مجال تدبير شؤون الجالية المغربية المقيمة بالخارج ستكون مبنية على شراكة تشاركية والمسؤولية والالتزام والثقة المتبادلة. وأضاف السيد عامر،خلال لقاء مع الكفاءات المغربية بإيطاليا،أن هذه المقاربة،التي تروم الإشراك الكامل للجالية المغربية بالخارج في عملية التنمية التي تعرفها المملكة،أضحت ضرورية بالنظر للتغيرات التي عرفها هذا المكون من المجتمع المغربي. وأكد الوزير أن بلورة هذه الرؤية تم استنادا الى أربعة عناصر أساسية تتمثل في العدد المتنامي لمغاربة العالم الذي زاد بأكثر من ثلاثة أضعاف في حيز زمني ضئيل نسبيا (في إيطاليا واسبانيا على سبيل المثال)،واختيار عدد منهم الاستقرار بشكل دائم ببلدان الاستقبال،والهشاشة الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها بعض فئات الجالية بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية وآثارها،وحتى تركيبة هذه الجالية،التي أصبحت تضم عددا كبيرا من الكفاءات. واعتبر السيد عامر أن التحدي في الوقت الراهن يتمثل في إيجاد التوازن من أجل "مواكبة تجذر هؤلاء المواطنين المغاربة في الخارج دون فقدان جذورهم " ومساعدتهم على الإندماج الكامل ببلدان الاستقبال،والمحافظة على هويتهم وانتمائهم لبلدهم الاصلي . وشدد الوزير على ضرورة أن تعود الهجرة،التي تعد عاملا للتنمية،بالنفع على البلدان المصدرة للهجرة وكذا على بلدان الاستقبال،شريطة أن يتم تأطيرها باتفاقات حقيقية للتنمية المشتركة والشراكة،داعيا أفراد الجالية المغربية للمساهمة في تعزيز العلاقات بين مختلف الأطراف. كما دعا السيد عامر الكفاءات المغربية بإيطاليا إلى الانخراط في تفكير معمق حول كيفية المساهمة في هذه الدينامية الجديدة بشكل يعود بالنفع على الجميع ،مشيرا إلى التجارب الناجحة التي عرفتها بلدان أخرى مثل ألمانيا وفرنسا وكندا. وذكر،في هذا السياق،بالإصلاحات الهامة التي يعرفها المغرب،وفي مقدمتها الإصلاح الدستوري الذي أعلن عنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطاب 9 مارس،مما يتطلب تعبئة وانخراط جميع الكفاءات الوطنية،بما فيها تلك المتواجدة خارج المملكة. وتميز الاجتماع بنقاش بناء بين الكفاءات الحاضرة التي أثارت مختلف القضايا التي تهمها مع التعبير عن انخراطها التام مع المقترحات التي قدمها كل من السيد عامر وسفير المغرب بإيطاليا السيد حسن أبو أيوب ،الذي وصف هذا اللقاء ب" موعد البناء". ودعا السيد ابو ايوب في هذا الصدد إلى اعتماد منهجية جديدة للعمل تمكن افراد الجالية المقيمة بإيطاليا من مواكبة التحولات الجديدة التي يعرفها العالم عموما و المغرب وإيطاليا على وجه الخصوص. وعقد المسؤولان ,اثر ذلك اجتماعا موسعا مع أعضاء الجالية المغربية بإيطاليا حضره القنصلان العامان للمغرب بكل من ميلانو وتوران السيدان محي الدين القادري ونور الدين الراضي . وخلال الاجتماع أشار السيد عامر إلى أن المغرب ظل ،بفضل بعد نظر صاحب الجلالة الملك محمد السادس وتعبئة كافة مكونات الأمة ،في منأ عن الاحداث التي تعرفها بعض المناطق بالعالم العربي .وقال " الاكثر من ذلك ان البلاد عملت على تسريع وتيرة الاصلاحات ودخلت في مرحلة جديدة تنبىء بمستقبل أفضل للجميع ". وكان السيد عامر قد حضر يوم السبت الماضي رفقة السيد أحمد توفيق احجيرة وزير الاسكان والتعمير والتنمية المجالية ,افتتاح معرض العقار وفنون العيش بالمغرب (سماب إكسبو ميلانو) الذي خص جهة تادلة أزيلال بمكانة متميزة في هذه الدورة. وقال السيد احجيرة ,في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء على هامش هذه التظاهرة ،أنه بإمكان المغاربة المقيمين بالخارج،الاستفادة على غرار مواطنيهم المقيمين بالمغرب،من عروض السكن الاجتماعي التي تم إطلاقها تماشيا مع التعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في إطار مخطط يمتد على مدى عشر سنوات (2010-2015 ). تجدر الاشارة إلى أن معرض ميلانو الذي يختتم مساء اليوم الاثنين يضع رهن إشارة زواره خاصة أعضاء الجالية المغربية عينة واسعة من الخدمات لمساعدتهم على حسن الاختيار وتوجيههم بفضل دعم المؤسسات البنكية وحضور الوكالات العقارية والموثقين. وبعد مرحلة ميلانو سيواصل السيد عامر ابتداء من اليوم زيارة العمل التي يقوم بها لايطاليا بعقد اجتماعات أخرى مع أعضاء الجالية المغربية والجمعيات الممثلة لها في توران (شمال) وقرونا (شمال) وبولونيا (وسط) وباليرمو (صقلية) وروما (وسط). وخلال هذه الجولة التي تنتهي في فتاح ماي سيعقد السيد عامر يضا سلسلة لقاءات مع السلطات المحلية الايطالية.