من المبعوث الخاص للوكالة عبد اللطيف التوزاني-حلت "قافلة الشراكة الاقتصادية مع افريقيا" مساء أمس الجمعة بلواندا، المحطة الأخيرة من جولتها التي انطلقت منذ خمسة أيام في أربع دول جنوب الصحراء بعد أن قامت بنقل الخبرة والتجربة المغربيتين إلى قلب القارة السمراء. وتهدف هذه القافلة، التي ينظمها المركز المغربي لانعاش التصدير "المغرب تصدير" من 19 إلى 25 يونيو، إلى تعزيز العلاقات مع بلدان إفريقيا جنوب الصحراء والنهوض بالتعاون جنوب-جنوب. وتشكل هذه القافلة التي شملت هذ السنة أربعة بلدان من إفريقيا جنوب الصحراء وهي غانا والبنين والطوغو وأنغولا، فرصة لعقد لقاءات تهم مختلف القطاعات بالنسبة لرجال الأعمال بالدول المعنية. وتضمنت هذه الدورة تنظيم أياما اقتصادية وتجارية في الدول الأربع المضيفة، والتي شكلت مناسبة لتقديم المغرب والتعريف بمشاريعه الاقتصادية الهيكلية بالبلدان الشريكة بافريقيا جنوب الصحراء. كما تم عقد لقاءات بين رجال الأعمال المغاربة ونظرائهم الأفارقة وكذا اجتماعات بين الفاعلين في القطاع الخاص المغربي وبعض المسؤولين في الدول الافريقية التي تشملها الجولة. ومثل الفاعلون الاقتصاديون المغاربة المشاركون في هذه الجولة، القطاعات الكهربائية والالكترونية والصناعات الثقيلة والميكانيكية والتكنولوجيات الحديثة للاعلام والاتصال وقطاع البناء والأشغال العمومية (الهندسة والبناء) والصناعة الدوائية والصناعة الغذائية والنسيج والتعبئة الصناعية والطاقة والبتروكيماويات والأسمدة والاستشارة والمالية. وبالموازاة مع هذه الجولة، أجرى الوفد المغربي، الذي قاده وزير التجارة الخارجية السيد عبد اللطيف معزوز، سلسلة من المباحثات مع عدد من المسؤولين بالدول الافريقية الأربع تمحورت حول تعزيز علاقات التعاون الثنائي. وتمحورت المباحثات أيضا حول بحث السبل الكفيلة بإعطاء دفعة قوية للمبادلات التجارية الثنائية، وكذا تحديد فرص شراكة مربحة بالنسبة للطرفين. وخلال هذه الجولة، أكد السيد معزوز على الاهتمام "الخاص" الذي يوليه المغرب للنهوض بالأعمال مع بلدان جنوب الصحراء، وانفتاح المملكة على هذه البلدان الافريقية الناطقة باللغة الانجليزية. وبعد محطة غانا، حطت القافلة الرحال بعاصمة البنين، كوتونو، حيث دعا الوفد المغربي إلى احداث مجلس مشترك للأعمال بين المغرب وبنين، موضحا أن هذا الإطار سيمكن من استكشاف إمكانيات جديدة للشراكة بين البلدين وتعزيز المبادلات، التي تبقى " دون الإمكانيات المتاحة" . وفي هذا السياق، أكدت وزيرة الصناعة والتجارة والمقاولات الصغرى والمتوسطة بالبنين السيدة مدينا صفو خلال منتدى للأعمال، أن وصول القافلة إلى البنين يشكل فرصة بالنسبة للفاعلين الاقتصادين ببلادها من أجل تعزيز علاقات الشراكة مع نظرائهم المغاربة. وبالطوغو، جدد الوفد المغربي تأكيده على تعزيز العلاقات مع دول جنوب الصحراء، مؤكدا أن مشروع الدستور الجديد يعزز التوجه المغاربي والعمق الإفريقي للمملكة. وفي أنغولا، المحطة الأخيرة من هذه الجولة، دعا المسؤولون المغاربة ونظرائهم في هذا البلد إلى مراجعة الاطار القانوني الذي ينظم العلاقات التجارية بينوض البلدين من خلال وضع اتفاق تجاري تفضيلي طموح، داعين أيضا إلى إبرام اتفاق لتعزيز وحماية الاستثمارات إضافة إلى إبرام اتفاقية حول إلغاء الازدواج الضريبي بين البلدين. كما شكل موضوع المساهمة المغربية في النهوض بالنظام المالي الافريقي محور عدد من المباحثات خلال هذه الجولة، علما بأن التدفقات الاستثمارية في افريقيا جنوب الصحراء بلغت 50 في المائة خلال العقد الأخير. وسيمكن حضور عدد من الأبناك المغربية، حسب المتدخلين، من تسهيل، وبشكل أفضل، التقارب بين الفاعلين الاقتصاديين في القطاعات الأخرى، كما سيمكن المقاولات المغربية أن تكون قريبة من نظيراتها في القارة. وسجلت الاستثمارات المغربية بإفريقيا جنوب الصحراء خلال السنتين الأخيرتين ارتفاعا ناهز 900 مليون دولار أمريكي ، وهو ما يمثل قرابة 86 المائة من الاستثمارات المغربية المباشرة في الخارج. كما أن 68 في المائة من هذه الاستثمارات أنجزت في بلدان الاتحاد الاقتصادي والمالي لغرب إفريقيا. تجدر الاشارة إلى أن المراحل الثلاث لهذه القافلة همت على التوالي السينغال وكوت ديفوار ومالي (ديسمبر2009)، والكامرون والغابون وغينيا الاستوائية (ماي2010) وموريتانيا وغامبيا وبوركينا فاسو والكونغو الديموقراطية (ديسمبر2010).