اختتمت، مساء أمس الجمعة، الدورة التاسعة لتظاهرة "خميس الأندلسيات" الذي دأبت جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة على تنظيمه، وذلك بتكريم الفنان الراحل الحاج عبد الكريم اكديرة أحد رواد طرب الآلة. وتضمن برنامج هذا الحفل الختامي، إضافة إلى فقرة تكريم هذا الفنان الرائد، شذرات من ميزاني البسيط والقدام من نوبة الحجاز الكبير مخللة بإنشادات الطبع، وصنائع من ميزان قدام غريبة الحسين مع إنشاد الطبع الذي استمع له الجمهور لأول مرة. وأحيى هذا الحفل، الذي شارك فيه الفنان المنشد الحاج محمد باجدوب والفنان الحاج محمد الزكي، أحد مرجعيات طرب الآلة بالرباط، جوق الرباط لموسيقى الآلة وجوق جمعية جوق شباب الأندلس. وفي كلمة بالمناسبة، قال رئيس جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، السيد عبد الكريم بناني، إن اختيار إطلاق اسم الراحل الحاج عبد الكريم كديرة على حفل اختتام "خميس الأندلسيات" في نسخته التاسعة، هو استحضار لروح واحد من أفطاب هذه الموسيقى العريقة بمدينة الرباط، تكونت على يده أجيال من العازفين والمنشدين. وتكريم هذا الرائد من قبل الجمعية بادرة طيبة تنم عن عرفان صادق، وتقدير خالص، ووفاء عميق لفنان عمل بتفان طيلة عقود من الزمن من أجل استمرار وحضور وترسيخ طرب الآلة. وبذلك استحق الراحل، حسب رئيس الجمعية، أن يلقب ب`"الفنان المربي"، معتبرا أن رسالته الفنية مستمرة في الخلف من تلامذته. وأضاف أن الجمعية تروم من خلال تظاهرة "خميس الأندلسيات" الحفاظ على تراث طرب الآلة باعتباره تراثا مغربيا أصيلا، وترسيخ موسيقى الآلة عند الشباب وإشباع رغبات هواة هذا الطرب الأصيل. وقد تم بالمناسبة، تسليم درع تذكاري لعائلة المكرم، وهو عبارة عن آلة الكمان الجهير (ألطو) التي كان الفنان الراحل أحد أمهر عازفيها.