بمناسبة اليوم الوطني للمقاومة الذي يصادف يوم 18 يونيو من كل سنة ، نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير اليوم الخميس، بمديونة لقاء تواصليا وتكريميا ، إضافة إلى تدشين فضاء متحفي بمديونة. وفي هذا الصدد ، تم تنظيم لقاء تواصلي مع أسرة المقاومة وجيش التحرير بإقليم مديونة ، حضره السيد مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ، وممثلو السلطات المحلية والمنتخبون وفعاليات من المجتمع المدني . وأبرز السيد مصطفى الكثيري في كلمة بالمناسبة ، أن المندوبية تقوم بمجهودات كبيرة في ما يتعلق بالنهوض بالأوضاع المادية والأحوال المعيشية والصحية لأفراد أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير وذويهم ، علاوة على مجهوداتها التي تهم الحفاظ على الذاكرة الوطنية المرتبطة بالكفاح من أجل تحرير الوطن من الاستعمار . وقال إن معركة الجهاد الأكبر ، التي انطلقت بعد نيل الاستقلال ، ما تزال متواصلة من خلال ملاحم ثورة الملك والشعب ، التي تم بفضلها تحرير ما تبقى من الأقاليم الجنوبية للمملكة سنة 1975 ، وكذا الانخراط حاليا بقوة في جيل جديد من الإصلاحات الدستورية والاقتصادية والاجتماعية . وبعد أن أشار إلى أن هذه الإصلاحات تشكل نموذجا يحتذى بالنسبة للمنطقة العربية ، قال إن من معالم هذه الإصلاحات هناك بشكل خاص ، الجهوية الموسعة والمقترح المغربي المتعلق بمنح حكم ذاتي للأقاليم الجنوبية في إطار السيادة المغربية . وتطرق من جهة أخرى إلى ملاحم بطولات أسرة المقاومة وجيش التحرير بمنطقة مديونة ، موضحا أن هذه المنطقة تزحر بأعلام وأقطاب ورواد في مجال الكفاح الوطني من أجل نيل الاستقلال . وتابع أن الوثائق التاريخية الهامة ، التي حصلت عليها المندوبية خارج الوطن أو تلك التي ما تزال تبحث عنها ، ستكشف عن معطيات جديدة بخصوص الذاكرة الوطنية المتعلقة بمعركة تحرير الوطن . وشددت باقي التدخلات على أهمية التعرف أكثر على بطولات وملاحم منطقة الشاوية التي تنتمي إليها مديونة ، حتى تقتدي بها الأجيال الحالية والمستقبلية . وبالمناسبة تم تكريم صفوة من أفراد أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير ، الذين تم تقديهم على أنهم ساهموا بشكل كبير وفعال في المعارك الضارية التي شهدتها منطقة الشاوية ، وكذا دحر الجنود التابعين للقوات الاستعمارية . كما تم كذلك تدشين الفضاء المتحفي والتثقيفي والتربوي للمقاومة وجيش التحرير بإقليم مديونة ، الذي سيمكن الباحثين والأجيال الحالية والمستقبلية ، من الاطلاع على محطات مضيئة من تاريخ البلاد . وسيساهم هذا المتحف ، الذي يضم عدة فضاءات للعروض والتنشيط وتخزين الوثائق ، في تجميع تراث إقليم مديونة المندرج في إطار الذاكرة الوطنية .