شهدت الوجهة السياحية المغربية خلال السنوات القليلة الماضية، إقبالا متزايدا لدى السياح الاسبان بفضل السياسة التواصلية والاعلامية والاستثمارية التي وضعتها المملكة، من أجل النهوض بهذا القطاع الحيوي بالنسبة للاقتصاد المغربي. فبالرغم من الأزمة التي مست بعمق القطاع السياحي العالمي، إلا أن المغرب واصل خلال السنة الماضية مخططه الاستثماري، من خلال إحداث محطات سياحية جديدة تتوخى الدفاع عن الحصة المغربية في السوق العالمية، وخاصة منها الاسبانية التي تحتل المرتبة الثانية بعد السوق الفرنسية. وفي هذا الصدد، أكد مدير المكتب الوطني المغربي للسياحة بمدريد السيد سعيد القاسمي، أن عدد السياح الاسبان الذين زاروا المغرب تضاعف ثلاث مرات خلال السنوات الخمس الماضية. وأوضح السيد القاسمي في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء، على هامش المعرض الدولي للسياحة "فيتور" الذي أسدل الستار على دورته الثلاثين مساء أمس الاحد بمدريد، بمشاركة مغربية متميزة، أن عدد السياح الاسبان ارتفع من 220 ألف إلى 650 ألف سائح ما بين سنتي 2005 و2009، مشيرا الى أن سنة 2009 شهدت زيادة في عدد السياح الاسبان بلغت نسبتها 10 في المائة مقارنة مع سنة 2008. وتوقع مدير المكتب الوطني المغربي للسياحة بمدريد أن يرتفع عدد السياح الاسبان خلال السنة الجارية بنسبة تبلغ حوالي 14 في المائة، موضحا أن الوجهة المغربية تتميز بتنوعها وغناها بالمقارنة مع البلدان المنافسة الأخرى. وفي هذا الصدد أبرز السيد سعيد القاسمي مساهمة إطلاق العديد من الخطوط الجوية الرابطة بين إسبانيا والمغرب، وخاصة الشركات الجوية ذات التكلفة المنخفضة (لوو كوست)، في تطور الوجهة السياحية المغربية خاصة في إسبانيا، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 130 رحلة أسبوعية تربط بين العديد من المدن الاسبانية ونظيراتها المغربية. وحسب المسؤول المغربي فإن المغرب، الذي كان إلى وقت قريب وجهة ذات دلالات ثقافية، خاصة في ما يتعلق بزيارة المدن العريقة بالمملكة، دخل مجال السياحة الشاطئية بقوة مع إحداث العديد من المحطات السياحية، تشتغل فعليا لحد الان إثنان منها. وكانت الحكومة المغربية قد وضعت مخططا جديدا للنهوض بالقطاع السياحي في إطار الاستراتيجية الوطنية للسياحة، التي تم في إطارها إطلاق مشاريع سياحية ضخمة ضمن "مخطط أزور" الذي استهدف إنشاء ستة أقطاب سياحية. ومن أجل تحقيق تنمية جهوية متوازنة بجميع تراب المملكة، تم اختيار ست محطات وهي محطة السعيدية ببركان التي تقع على 713 هكتار، وليكسوس بالعرائش على 461 هكتار، ومازغان بالجديدة على مساحة 504 هكتار، وموغادور بالصويرة على مساحة 581 هكتار، وتاغازوت بأكادير على مساحة 615هكتار، والشاطئ الأبيض بكلميم على مساحة 695 هكتار. ومن شأن هذه المحطات الست تقوية العرض في القطاع السياحي الوطني وتنويعه، من خلال إضافة طاقة استقبال من نحو 120 ألف سرير، من بينها 85 ألف سرير فندقي، في إطار برامج للتهيئة مجددة ومتنوعة. وكان المغرب قد شارك في المعرض الدولي للسياحة بالعاصمة الاسبانية، الذي أقيم على مساحة تبلغ 70 ألف متر مربع، من خلال حضور متميز وقوي تم خلاله تقديم العروض السياحية المغربية الغنية والمتنوعة من قبل المكتب الوطني المغربي للسياحة وعدد من الفاعلين السياحيين بالمملكة. وتميز حضور المغرب في هذه الدورة، التي نظمت ما بين 20 و24 يناير الجاري بمدريد، بمشاركة العديد من المجالس الجهوية للسياحة بالمملكة بهدف الترويج للمنتوجات والوجهات التي تستجيب أكثر لانتظارات السياح الإسبان. وقدم الرواق الذي أقامه المكتب الوطني المغربي للسياحة على مساحة 400 متر مربع، العديد من العروض حول الوجهات السياحية المغربية تبرز مدى غنى وتميز المنتوج السياحي الوطني ومؤهلاته الكبيرة. وحسب المنظمين فإن معرض "فيتور"، الذي أقيم على مساحة إجمالية تقدر بسبعين ألف متر مربع، تميز في دورته الحالية بمشاركة 160 بلدا. وتم على هامش هذا المعرض تنظيم العديد من اللقاءات والندوات والموائد المستديرة، تناولت عددا من المواضيع المرتبطة بالقطاع السياحي والتحديات التي يواجهها سواء في مجال العولمة الاقتصادية أو في إطار الازمة الاقتصادية والمالية العالمية. وكانت الدورة التاسعة والعشرون لمعرض "فيتور"، التي نظمت السنة الماضية بمدريد، قد شهدت مشاركة أزيد من 150 ألف مهني وحوالي 12 ألف مقاولة نشيطة في هذا المجال تمثل 170 بلدا.