تم اليوم الخميس بعرض ميناء طنجة المتوسط تنظيم التمرين الوطني الميداني الثاني في البحث والإنقاذ البحري، الذي أطلق عليه إسم "الريف 2011". وتميز التمرين، الذي أشرف عليه قطاع الصيد البحري بوزارة الفلاحة والصيد البحري، بمشاركة وحدات إنقاذ من البحرية الملكية والدرك الملكي والقوات الملكية الجوية والوقاية المدنية، بتعاون مع جهاز الإنقاذ البحري الإسباني. وأخذ التمرين، الذي يدخل ضمن مبادرات تدريب وحدات التدخل المغربية على عمليات الإنقاذ الكبيرة، بعدا إقليميا بمشاركة دول من منطقة غرب إفريقيا والدول الأوربية المجاورة. ويقوم التدريب على تحديد سرعة استجابة وحدات الإنقاذ في حال وقوع حوادث تستدعي التدخل العاجل من أجل إنقاذ الركاب المسافرين على متن البواخر العابرة لمضيق جبل طارق. وانطلقت عملية الإنقاذ حينما تلقت مصالح البحث والإنقاذ إشارة استغاثة من باخرة ركاب إثر اندلاع حريق على متنها، إذ وصلت في المرحلة الأولى طائرات خفيفة وزوارق سريعة للقيام بعمليات المسح والتمشيط لتحديد مواقع الناجين من هذا الحادث المفترض. بعد ذلك، تم تسخير وحدات جوية وبحرية متخصصة في الإنقاذ من أجل إجلاء خمسين راكبا تعرضوا لإصابات متفاوتة الخطورة، بالإضافة إلى قتيلين مفترضين، حيث نقلت حالتان عاجلتان عبر مروحيات إلى ميناء طنجة ابن بطوطة، بينما تم إجلاء الباقي إلى ميناء طنجة المتوسط للركاب. على رصيف الميناء، وضعت الوقاية المدنية مركزا طبيا متقدما من أجل استقبال الجرحى وتقديم الإسعافات الأولية، ونقل الحالات التي تتطلب تدخلا طبيا عاجلا إلى مستشفى محمد الخامس بمدينة طنجة. وأكد مدير التكوين البحري والترقية الاجتماعية والمهنية بقطاع الصيد البحري السيد العمراني عبد الصمد أن هذا التمرين الميداني المنظم بتعاون مع مختلف المتدخلين المغاربة في عمليات الإنقاذ يهدف إلى تمكين المغرب من تجربة مهمة في مجال عمليات الانقاذ الكبرى وحماية الأرواح البشرية. وأضاف في السياق ذاته أن التمرين سيمكن من الحفاظ على جاهزية عمل جهاز الانقاذ الوطني، الذي ينسقه قطاع الصيد البحري، وذلك من أجل تعزيز التنسيق بين مختلف الاجهزة المتدخلة في عمليات الانقاذ الجوية والبحرية بالمغرب، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الدولي في هذا المجال. وبعد أن أوضح أن هذا التدريب عرف مشاركة دول صديقة مثل ألمانيا والسويد وإسبانيا وغامبيا، أشار إلى أن أشغال التدريب عرفت كذلك تنظيم ندوة دراسية حول التجربة الميدانية للمنظمة الدولية للانقاذ البحري والوسائل التي تستعملها. بدوره، أكد القائد الجهوي للوقاية المدنية بطنجة تطوان عبد الرحيم القباج، الذي كان ينسق عمليات إجلاء الضحايا برا، على أن هذا التدريب سيساعد جميع المتدخلين على الحفاظ على جاهزية مختلف وحدات التدخل في العمليات الكبرى لإنقاذ الأرواح البشرية. وأبرز أن الوقاية المدنية وضعت مركزا طبيا متقدما على مستوى الميناء من أجل استقبال الضحايا المفترضين وتقديم الإسعافات الضرورية من طرف ثلاث طواقم طبية، بالإضافة إلى تعبئة أزيد من خمسين عنصرا وعشرة سيارات إسعاف لإجلاء المصابين إلى المستشفيات المجاورة.