أكد المفكر المغربي محمد سبيلا، أمس الأربعاء بالدار البيضاء، أن حركية الإصلاح السياسي والدستوري التي يعرفها المغرب حاليا تعكس تحولات مهمة في المجتمع نحو الانخراط في ثقافة الحداثة السياسية. وأوضح في محاضرة ألقاها بالمكتبة الوسائطية لمؤسسة مسجد الحسن الثاني حول موضوع "تحولات المجتمع المغربي"، أن هذه الدينامية التي تشمل العالم العربي أيضا، وما يرتبط بها من حيوية اجتماعية تعبر عن السعي نحو ثقافة الحقوق والحريات. وأضاف سبيلا، المعروف باهتماماته الفكرية والفلسفية وتأليفه وترجمته للعديد من الكتب، أن هذا الاتجاه القوي نحو اكتساب ثقافة الحداثة السياسية بالمنطقة يعود إلى عنصرين أساسيين أحدهما ديموغرافي والثاني ثقافي، مبرزا أن المجال السياسي بالمغرب يعد أحد المجالات التي شهدت تحولات كبيرة . وقال إن المجتمع المغربي عرف تحولات في مجالات متعددة منذ حصول المغرب على استقلاله في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، مشيرا إلى أن من هذه التحولات ما هو كمي يمكن رصده وقياسه، ومنها ما هو نوعي. وبعد أن استعرض بعض أوجه هذه التحولات على الصعيد الديموغرافي وانعكاساتها على المجتمع من حيث العمران والتمدن وتكوين الأسرة والقرابة ومعدل سن الزواج، أكد أن العنصر الأساسي في هذا التحول يكمن في تبني مبدأ المساواة بين المرأة والرجل وتكريس ذلك من خلال مدونة الأسرة. وفي تقييمه للتحولات الثقافية بالمغرب منذ الاستقلال إلى اليوم، اعتبر سبيلا أن الجهود التي بذلت في مجال التعليم وتعميم مجانيته وارتفاع عدد خريجي الجامعات، ساهمت في إحداث تحولات نوعية كبرى، مشيرا في هذا الإطار إلى اتساع وتنوع الإنتاج الثقافي والفكري للمغرب الذي أصبح رائدا في هذا المجال على الصعيد العربي. وبرأي هذا المفكر الذي ساهم في وضع العديد من المقررات الدراسية، فإن مجال القيم بالمغرب عرف هو الآخر تحولات مهمة، رغم أن الدراسات المغربية التي تناولت هذا الجانب لا زالت لحد الآن محدودة جدا.