أبرز المشاركون في ثالث لقاءات منتدى فاس الفكرية، ضمن الدورة ال`17 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، أن الربيع العربي خلق زلزالا سياسيا مكن من تقليص، ليس فقط نقط العتمة التي استمرت لأزيد من نصف قرن، ولكن مسافة مساءلة الأنظمة وكل فعاليات المجتمعات المدنية. وأوضحوا خلال هذا اللقاء، الذي نظم اليوم الاثنين بالعاصمة الروحية للمملكة حول موضوع " الربيع العربي : آفاق المغرب العربي الجديدة " ضمن منتدى فاس المنظم في إطار فعاليات هذه الدورة (من 3 إلى 12يونيو الجاري) تحت شعار "من أجل إضفاء روح على العولمة"، أن الربيع العربي الذي تعيشه العديد من البلدان أحدث إقلاعا ثقافيا رغم فشل المنظومات التعليمية، وأفرز تحولات في العمق يتعين مواكبتها والتأقلم معها. وأبرزوا أن هذا الربيع السلمي والطبيعي، الذي لا خلفية له، أفرز دينامية احتجاجية جديدة بالعالمين العربي الإسلامي والغربي، وأن ما واكبها من أحداث أثرت في الجميع وأفضت إلى مجموعة من الردود الداخلية والخارجية. وأشاروا إلى أن شباب الربيع العربي كان مسلحا بشجاعته وإيمانه ورغبته في تصحيح الأوضاع المتردية، مؤكدين أن هذا الربيع يموج بالقيم والمقاصد التي تنم عن تفكير واع حول السلطة والحكامة التي يجب أن ينشدها الجميع، وحول الانتقال الديمقراطي الناعم والسلس بإشراك الجميع في مواجهة رافضي التغيير. وسجل البعض منهم ضرورة انتقاد الخلط القائم بين ثورات الربيع العربي والإسلاموفوبيا وإقحام المسلمين في مجموعة من الأحداث هم براء منها، مبرزين كيف كانت الأندلس فضاء للتعايش والانفتاح وستظل نموذجا لذلك حتى في عصرنا هذا. واعتبروا أن الربيع العربي ليس مقتصرا على العالمين العربي والإسلامي بل هو ثورة عالمية بدأت تمتد لعدد من البلدان كاسبانيا والبرتغال، وبالتالي فهو ثورة تروم الوصول إلى آفاق جد مهيكلة ونتائج جد واقعية والتأكيد على أن كل شعوب العالم معنية بمشاكل العصر الحديث وبإعطاء الشباب المكانة التي يستحقها في هذا الحراك. وأكدوا أن هذه الدينامية تتميز بكونها لم تطالب بالعقاب القاسي في حق الفاسدين بل شددت على محاكمتهم بشكل عادل وفقا للقوانين. وشددوا على أن الحراك السياسي يختلف من بلد إلى آخر، مشيرين في ما يتعلق بالمغرب العربي إلى أن الفرد برز كفاعل رئيسي في الحراك السياسي القائم حاليا في المنطقة، مضيفين أنه لا يمكن الحديث عن ربيع عربي كامل ومتكامل إلا بعد حل القضية الفلسطينية. وسيتناول رابع لقاءات منتدى فاس الفكري، الذي يعقد غدا الثلاثاء بمتحف البطحاء التاريخي، موضوع "الرشوة ووجوه الحكامة"، ومن خلال مناقشة أوجه الفساد والمحسوبية وإنزلاقات الحكامة التي قد تطرح مشاكل سياسية وقانونية أوعرقية وثقافية وإمكانية تغيير أو تحويل المظاهر الثقافية للفساد. يذكر أن الدورة السابعة عشرة لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تنعقد تحت شعار "حِكم الكون".