أصدرت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة مؤخرا ملخص وتوصيات المؤتمر الدولي حول "التدبير المستدام للساحل: دور التربية والتحسيس"، الذي احتضنته مدينة طنجة في تاسع أكتوبر 2010. ويتضمن هذا الاصدار، الذي يقع في 50 صفحة من الحجم المتوسط باللغتين العربية والفرنسية، نص الرسالة الملكية السامية الموجهة للمؤتمر ، والتي تلتها صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للاحسناء ، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، وكذا رسالة مبعوثة من طرف المدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة. وحضر هذا المؤتمر 250 مشاركا يمثلون مختلف الوزارت والمؤسسات العمومية والقطاع الخاص والجماعات المحلية والجامعات والمؤسسات والمنظمات غير الحكومية. وشملت أشغال هذا المؤتمر، الذي انعقد برعاية اليونسكو وبالشراكة مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) ، الجلسة الافتتاحية التي ترأستها صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للاحسناء ، تلت خلالها نص الرسالة الملكية التي أكد فيها جلالته على أهمية تدعيم واستمرار حملات التوعية والتربية على حماية البيئة، والتأكيد كذلك على مشروع القانون المتعلق بالتهيئة والحماية والإصلاح والمحافظة على الشريط الساحلي، وأن الميثاق الوطني للبيئة يشكل بالإضافة إلى المسألة الإيكولوجية مشروعا مجتمعيا من المهم جعله مرجعا حقيقيا في السياسات العمومية بالمغرب. وتمحورت عروض الجلسة العمومية الأولى، التي كان عنوانها " التنوع البيولوجي للمناطق الساحلية في مواجهة الضغط العمراني والسياحي "، حول التنوع البيولوجي والتنمية المستدامة، ورهانات الحفاظ على التنوع البيولوجي في كورسيكا وعلى ضفاف البحر المتوسط بفرنسا عن طريق النشاط العقاري في مواجه الضغط العمراني والسياحي بشكل خاص، وأعمال مؤسسة الأمير شارل فيما يتعلق بالتطور العمراني المستدام. ونظمت ورشتان موازيتان لهذه الجلسة، الاولى تحت عنوان " الصيد والفلاحة المستدامان"، تمحورت خلالها العروض بالخصوص تقديم حالة الزراعة المستدامة بالسينغال ، وجهة وادي الذهب الكويرة: المؤهلات والمخاطر وجهود الحماية، و تشجيع نشاط جمع الصدفيات والحفاظ على التنوع البيولوجي، في حين تناولت الورشة الثانية " الاعلام والتواصل والتربية "، عروضا حول دور المنظمات غير الحكومية في التربية على المحافظة على الساحل : تقديم الحالة المغربية من طرف جمعية مدرسي علوم الحياة والارض، و دور الاعلام في المحافظة على الساحل: تقديم الحالة المغربية من طرف المعهد العالي للاعلام والاتصال ، وبرنامج المدارس الايكولوجية في البرتغال. أما الجلسة العمومية الثانية ، فتمحورت العروض فيها بالاساس حول عقد التربية في خدمة التنمية المستدامة ، و دور الايسيسكو فيما يخص التربية والتحسيس من اجل التنمية المستدامة، وانشطة الاتحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة على المستوى المتوسطي، واستراتيجية العمل لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة خصوصا في مجال التربية والتحسيس. كما تضمن الاصدار التوصيات التي تمخضت عن هذا المؤتمر وهمت، بالخصوص، تحديد يوم وطني للاحتفال بالاعمال المنجزة لفائدة الساحل، و تشجيع انشاء قنوات للفاعلين في الساحل ( المنظمات غير الحكومية ووسائل الاعلام والمنتخبين..)، وتعبئة وسائل الاعلام واستخدام تقنيات الاعلام والاتصال المتكيفة مع الواقع المحلي، وتعزيز المتابعة البيئية للانظمة الايكولوجية الساحلية، وضمان التحكم في الانظمة الساحلية، وتنمية وتشجيع المناطق البحرية المحمية، وتعزيز البحث عن تأثيرات التغيرات المناخية على الساحل.