شكل موضوع الاصلاحات الدستورية محور نقاش بين العديد من قادة الأحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية وطلبة المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بسطات، الذين كانوا شغوفين، أكثر من أي وقت مضى، لمعرفة تفاصيل هذا الاصلاح . وقد حرص طلبة هذه المدرسة ،واخرون من كليات أخرى تابعة لجامعة الحسن الأول ، في لقاء أول أمس الاربعاء، جمعهم ببعض قادة الاحزاب السياسية من قبيل الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية السيد نبيل بنعبد الله، والامين العام للحزب الاشتراكي الموحد السيد محمد مجاهد، ونائب الامين لحزب العدالة والتنمية السيد لحسن الدوادي وكذا نائب رئيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان السيد عبد الحميد أمين ، على الحصول على إجابات شافية على تساؤلاتهم بخصوص الاصلاح الدستوري . وأكد الزعماء السياسيون، الذين لم يدخروا أي جهد للدفاع عن مواقف أحزابهم، على أن هذا اللقاء شكل فرصة ثمينة على اعتبار انها فتحت الابواب للانصات لقضايا الشباب وانشغالاتهم وطموحاتهم وانتظاراتهم. وشددوا أيضا على أن المرحلة التي يعيشها المغرب حاليا تعتبر تاريخية وحاسمة لاعداد دستور يجعل المملكة تربح الرهان ويتجاوب مع انتظارات المواطنين في اطار الملكية الضامنة لوحدة واستقرار البلاد. وشكل تعزيز الفصل بين السلط من خلال إصلاح القضاء ومحاربة الرشوة أهم المحاور التي دار حولها النقاش بين مسؤولي هذه الاحزاب والطلبة الشباب المشاركين في هذا اللقاء، بغرض اقناعهم بأهمية الانخراط في مسلسل مراجعة الدستور. وأكدوا ، في هذا الاطار، على أن الخطاب الملكي لتاسع مارس الماضي، رسم طريق التحولات المنشودة، مشيرين إلى أن الشعب المغربي يطمح إلى دستور يتيح تعزيز الصرح الديمقراطي كخيار لا رجعة فيه تبنته المملكة منذ سنوات . وفي هذا السياق، قال السيد نبيل بنعبد الله إن انخراط الشباب في النقاش الدائر حول مسلسل الاصلاح سيجعلهم في صلب التحولات وسيمكنهم من رفع التحديات المستقبلية والمشاركة في تكريس الدولة الديموقراطية، معربا عن ارتياحه "لمصالحة" الشباب مع الشأن السياسي. أما السيد مجاهد فذكر ببعض مراحل المسلسل الديمقراطي بالمغرب، وتجربة التناوب التوافقي سنة 1997 والمواقف السياسية لحزبه.كما توقف عند (حركة شباب 20 فبراير) التي اعتبرها نتاج "نضالات شعبية". من جهته، اشاد السيد لحسن الداودي بسلمية حركة 20 فبراير التي تطالب باصلاحات على جميع الاصعدة، مؤكدا أن الخطاب الملكي لتاسع مارس يحمل أمالا كبيرة. أما السيد عبد الحميد أمين فاعتبر ان حركة 20 فبراير اعطت "دينامية للحياة السياسية بالمغرب"، مؤكدا على ضرورة كسب رهان ورش الاصلاحات الديمقراطية في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ المغرب.