ضرورة تحقيق الملاءمة بين التكوين وسوق الشغل مطالب حركة 20 فبراير ليست جديدة وجزء كبير منها دخل حيز التفعيل أكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبد الله، في لقاءين مفتوحين بكل من أكاديروكلميم، استهلهما بالتنديد بالهجمة الإرهابية على مدينة مراكش وبتقديم التعازي لأسر الضحايا، أن تعزيز مكاسب المغرب يمر عبر تبني جيل جديد من الإصلاحات. فبمدينة أكادير، وفي لقاء نشطه مساء السبت الماضي، إلى جانب الأمين العام للحزب، كل من أمين الصبيحي عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، ونور الدين بنخليل نائب المدير العام للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، شدد نبيل بنعبد الله على أن قضية ملاءمة التشغيل والتكوين تحتل مكان الصدارة في الحراك الاجتماعي الحالي وتدعو الجميع إلى ابتكار صيغ وحلول مجددة وملائمة بما يخدم مصالح الشباب. وأوضح بنعبد الله، خلال هذا اللقاء الذي نظمه فرع أكادير لحزب التقدم والاشتراكية بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، أن التعديل الدستوري، في ظل هذا الحراك، سيشكل من دون شك مقدمة لتغييرات في العديد من المجالات من بينها مسألة الجهوية التي ستسمح بتدبير أفضل للشأن التعليمي والجامعي وستساهم في بروز نخب أصيلة وفي إصلاح المؤسسات. بيد أن هذا الهدف، يضيف بنعبد الله في هذا اللقاء الذي حضره جمع غفير ضم أساتذة وطلبة وأطر عليا، لا يمكن بلوغه دون مشاركة الشباب والمثقفين في الاستحقاقات الانتخابية القادمة من أجل قطع الطريق أمام الانتهازيين وأعداء الديمقراطية ووضع حد نهائي للممارسات والسلوكات الرجعية. وفي هذا السياق، وبعد أن قدم عرضا كرونولوجيا لتاريخ تعثرات التعليم في المغرب، شدد أمين الصبيحي على أن بلوغ التعليم الجيد يتطلب مجهودا جبارا وعمليات إرادوية، مع منح صلاحيات إضافية للأكاديميات وتشجيع التلاميذ والطلبة على مرافقة الإصلاحات التي يراها نور الدين بنخليل نائب المدير العام لأنابيك، ضرورية ولا يمكن بلوغها دون إيلاء الرأسمال البشري ما يليقه له من عناية على غرار ما قامت به الدول المتقدمة، مقدما اليابان والنرويج كأمثلة تحتذى في هدا المجال. وعلى غرار الدعوة التي وجهها بمدينة أكادير، شدد نبيل بنعبدالله في لقاء مفتوح حول موضوع «شباب 20 فبراير ومطلب الجيل الجديد من الإصلاحات»، نظمه الفرع الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بكلميم، يوم الجمعة المنصرم، بمقر جهة كلميمالسمارة، على أن المغرب مطالب بجيل جديد من الإصلاحات تعزز المكاسب التي تمكن من تحقيقها. وقال الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في لقاء سبقته زيارات ميدانية للعديد من مرافق المدينة واتصالات مباشرة بسكانها، «إن هذه الإصلاحات ينبغي أن تستهدف المجال الاجتماعي بشكل أساسي، اعتبارا لاستمرار وجود «عدد كبير من الاختلالات الاجتماعية، المتمثلة أساسا في آفة البطالة وضعف الخدمات الصحية والتعليمية واتساع الفوارق الاجتماعية». وأكد أيضا أن تعزيز التلاحم القائم بين المؤسسة الملكية ومختلف القوى الوطنية والتقدمية، «يعد الصيغة المثلى والسبيل الأنجع لمعالجة كافة الإشكاليات الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها البلاد». وأوضح بنعبد الله، خلال هذا اللقاء، الذي نشطه إلى جانبه كل من أحمد سالم لطافي ورشيد ركبان عضوا الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، ومربيه ربو عضو اللجنة المركزية للحزب، أن التغيرات الإيجابية الكثيرة التي شهدتها المملكة خلال السنوات الأخيرة، «تعد نتاج تضحيات جسيمة ومسلسل نضالي طويل أعطى ثماره بفضل إرادة ملكية قوية تروم تعزيز صرح البناء الديمقراطي وتقوية أسس دولة الحق والقانون». وفي لقاء آخر بتيغمرت، بضاحية مدينة كلميم، تطرق نبيل بنعبد الله إلى الحراك السياسي والاجتماعي الذي تشهده عدد من البلدان العربية، موضحا أنه يتعين الأخذ بعين الاعتبار «التقدم الملموس الذي حققته المملكة في مجال ضمان التعددية السياسية وتوسيع هامش الحريات وتوفير ظروف العيش الكريم لكافة المواطنين، في ظل دولة مغرب موحد عليه مواصلة الحرص لتكسير كل مناورات أعداء وحدته الترابية». وفي سياق متصل، أكد بنعبد الله أن مطالب الإصلاح المشروعة التي عبر عنها عدد من الشباب المغربي خلال مسيرات 20 فبراير، «ليست جديدة أو وليدة اللحظة»، على اعتبار أنها «كانت مطروحة في الساحة السياسية الوطنية منذ سنوات، كما أن جزءا كبيرا منها دخل حيز التفعيل». وشدد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في هذا الإطار، على دور الأحزاب السياسية في تأطير وتوجيه الشباب المغربي، من خلال استيعاب تطلعاته المشروعة ورصد رغباته وآماله، ومن ثم التعبير عنها عبر برامج ومشاريع واضحة المعالم.