سجل عدد التعاونيات الفلاحية المرخص لها سنة 2010 نموا كبيرا بلغ 909 تعاونية، مقابل 610 في السنة التي سبقتها، مسجلة بذلك زيادة بنسبة 49 في المئة. وعزت "مجلة التعاون" المتخصصة في ميدان التعاونيات، هذا النمو الكمي المهم الى تداخل عدة عوامل، منها على الخصوص، تزايد الوعي بأن التعاونيات هي الإطار المناسب للأنشطة المدرة للدخل، وإلى البرامج والمبادرات الهادفة إلى تطوير العمل التعاوني ودعمه عبر المساعدات والتمويلات وعلى رأسها برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وأشارت المجلة أيضا الى بلورة ثقافة المبادرة والمقاولة وانخراط شباب متعلم في دينامية البحث عن الخروج من البطالة وتحقيق النجاح عبر المقاولة، وتسهيل مسطرة الترخيص والعمل الذي قام به مكتب تنمية التعاون التابع لوزارة الشؤون الاقتصادية والعامة، المؤطر للجنة الاستشارية التي تدرس طلبات الترخيص، ودور برنامج مرافقة التعاونيات المحدثة، لضمان تحقيق أهداف بعض البرامج من قبيل المغرب الأخضر. وأبرزت المجلة في عددها الأخير والتي يصدرها مكتب تنمية التعاون، أن التوزيع الجهوي للتعاونيات المرخص لها سنة 2010 قد تميز بانتعاش العمل التعاوني في الاقاليم الجنوبية التي عرفت دينامية قوية عكستها معدلات نمو كبيرة، إذ بلغ عددها على مستوى جهة العيون-بوجدور-الساقية الحمراء 71 تعاونية مقابل 16 تعاونية سنة 2009 ، وفي جهة وادي الذهب-الكويرة 40 تعاونية مقابل 3 تعاونيات فقط سنة 2009 ،وبذلك تلتحق هذه الجهات بالدينامية الكبيرة التي عرفتها إحداث التعاونيات بجهة كلميم-السمارة في السنوات الأخيرة . كما سجلت جهات أخرى نموا مهما للتعاونيات المحدثة وعلى رأسها جهة طنجة-تطوان التي بلغ عدد التراخيص بها 186 تعاونية مقابل 71 تعاونية سنة 2009 ، بزيادة بلغت 162 في المائة وجهة فاس-بولمان (65 تعاونية مقابل 32 تعاونية) وجهة الدارالبيضاء الكبرى (11 تعاونية مقابل 3 فقط سنة 2009) . بالمقابل -تضيف المجلة- سجل تراجع في عدد الرخص المسلمة للتعاونيات بجهات عبدة-دكالة والجهة الشرقية وجهة مكناس-تافيلالت والغرب -الشراردة-بني حسن، فيما تراوح عددها بين القوي والمعتدل في باقي الجهات. وذكرت أنه بهذا الارتفاع وصل عدد التعاونيات بالمغرب الى 7804 تعاونية، حيث 70 في المائة منها تعمل في القطاع الفلاحي بما مجموعه 5003 تعاونية ، و183 في قطاع شجرة الأركان و175 في قطاع الغابة، يينما يصل عدد التعاونيات في قطاع السكنى الذي يحتل الصف الثاني الى 1026 تعاونية، أما الباقي فيتوزع بين قطاعات مختلفة كالصيد البحري والنباتات الطبية والعطرية والمواد الغدائية والنقل والتربية والتكوين وتجارة التقسيط. ولاحظت المجلة ان التعاونيات النسوية مازالت مركزة في القطاعات التقليدية وعلى رأسها الفلاحة والصناعة التقليدية والمواد الغذائية، مع تسجيل تطور في قطاع شجرة الأركان في السنوات الأخيرة. وخلصت إلى أن السنوات الأخيرة عرفت تطورا مهما من حيث الإقبال على العمل التعاوني، إذ تطور أداء عدد كبير من التعاونيات التي استفادت من عدد من البرامج التي وفرت لها الدعم ، كما استفادت من مواكبة أطراف عمومية ومدنية لتقوية قدراتها التقنية والتدبيرية والتسويقية وبالأخص المجهود الذي بذلته الوزارة المكلفة بالشؤون الاقتصادية والعامة التي شرعت في تنظيم معرض وطني ومعارض جهوية للاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالاضافة الى قوافل للتسويق وإبرام اتفاقيات مع المتاجر الكبرى التي مكنت من عرض منتوجات التعاونيات بهذه الفضاءات وتسويقها.