ُنشر في بعض أعداد «مجلة التعاون المتخصصة في ميدان التعاونيات يصدرها مكتب تنمية التعاون، يديرها عبد القادر العلمي، ويشرف على هيئة تحريرها، الزميل محمد نجيب كومينة، الذي أنجز في العدد 89 منها مواد صحفية بالغة الأهمية نعيد نشرها تعميما للفائدة وإبرازا لمجهودات هذه المؤسسة التي تشرف على قطاع حيوي يمس قطاعات عدة مهمة لها علاقة بالحياة اليومية للمواطنين. 1 التعاونيات المرخص لها سنة 2008 عرفت سنة 2008 المنتهية تسجيل رقم قياسي جديد في عدد الرخص المسلمة للتعاونيات الجديدة وبلغ 547، ترخيصا بزيادة %12,32 مقارنة مع سنة 2007، مع العلم ان نسبة المقارنة عرفت قفزة مهمة من حيث إحداث التعاونيات والترخيص لها مقارنة مع السنوات الماضية، مؤكدة اتجاها تصاعديا للإقبال على العمل التعاوني، كنتيجة لفعاليات متعددة تعرفها المرحلة للتشجيع على خلق الانشطة المدرة للدخل، وفي مقدمتها الفعاليات التي أطلقتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ نهاية سنة 2005، في الفضاءات القروية والحضرية المشكلة بخريطة الفقر بالبلاد، وفي غيرها أيضا، وكنتيجة لتسريع عملية تسليم التراخيص لطالبها والتخفيف من تأثير المساطر المدرة للدخل التي تعبئ ادخارا محدودا وتتوخى التشغيل الذاتي أو تكثيل الجهود لتجاوز الحدود التي يفرضها العمل الفردي، إن على مستوى التزود بالحاجيات أو الإنتاج أو التسويق. وهكذا، فقد بلغ عدد التعاونيات المرخص لها سنة 547: 2008 تعاونية مقابل 487 تعاونية سنة 2007، بزيادة %21,32 كما سلف، وأحدثت من طرف 12732 متعاون ومتعاونة. وتوزعت التعاونيات واتحاداتها المرخص لها سنة 2008 قطاعيا على النحو التالي: الفلاحة: 335 تعاونية، بعضوية 8786 متعاون ومتعاونة. الصناعة التقليدية: 84 تعاونية، بعضوية 1142 متعاون ومتعاونة. السكنى: 66 تعاونية، بعضوية 1132 متعاون ومتعاونة. أركان: 20 تعاونية، بعضوية 437 متعاون ومتعاونة. الغابة: 14 تعاونية، بعضوية 508 متعاون ومتعاونة. الصيد البحري: 7 تعاونيات، بعضوية 389 متعاون ومتعاونة. المواد الغذائية: 10 تعاونيات، بعضوية 136 متعاون ومتعاونة. استغلال المقالع: 4 تعاونيات، بعضوية 136 متعاون ومتعاونة. تجارة التقسيط: 3 تعاونيات، بعضوية 28 متعاون ومتعاونة. التربية ومحاربة الأمية: تعاونية واحدة، بعضوية 7 متعاونين. مراكز التدبير: تعاونية واحدة، بعضوية 9 متعاونين. النقل: تعاونية واحدة، بعضوية 13 متعاونا. ويظهر من الأرقام الواردة أعلاه ان العالم القروي مستمر في تصدر التعاونيات المحدثة، بما بمجموعه 279 تعاونية واتحادا تعاونيات (335 في القطاع الفلاحي، و20 في قطاع أركان، و14 في القطاع الغابوي، و10 في المواد الغذائية...) وبشكل يؤكد ان التعاونية تمثل الشكل المقاولاتي الذي يناسب الفلاحة والعالم القروي والذي تفضله الساكنة على أشكال مقاولاتية أخرى لأسباب تاريخية وثقافية، كما تبين تلك الارقام أن التركيبة التقليدية للقطاعات التي تشتغل فيها التعاونيات لم تتغير، حيث تحتل الصدارة باستمرار قطاعات الفلاحة والصناعة التقليدية والسكنى، مع تسجيل عودة العمل التعاوني الى الانتعاش في هذا القطاع الاخير، ثم الغابة، بما فيها أركان وهذا أمر طبيعي بالنظر الى التجربة التاريخية وتراكماتها والسياسات العمومية التي اتبعت لتشجيع العاملين في بعض القطاعات على الانتظام في تعاونيات على مدى عقود من الزمن، وطبيعي أيضا أن يكون اختراق العمل التعاوني لقطاعات جديدة. وخصوصا في الوسط الحضري، محدودا لحد الآن بالنظر الى ميل الفاعلين في هذه القطاعات الى شكل مقاولاتي آخر، وبالاخص الشركة المجهولة الاسم، وعدم معرفتهم بالشكل المقاولاتي التعاوني ومساطره، بالرغم من أنه يوفر فرص مهمة لتكوين أقطاب (كونسر سيوم) للتسويق أو الشراء في السوقين الداخلية والخارجية، الى جانب المجموعات ذات النفع الاقتصادي. 2-مؤشرات أساسية حول تطور التعاونيات بالمغرب بلغ عدد التعاونيات المرخص لها سنة 2008 547 تعاونية من بينها أربعة اتحادات تعاونية، بزيارة بلغت 12,32% مقارنة مع سنة 2007، وكانت هذه السنة الأخيرة قد عرفت ارتفاعا قياسيا لعدد التراخيص المسلمة، حيث بلغت: 487 ترخيصا، بزيادة 33,97 مقارنة مع سنة 2007 مؤكدة بذلك اتجاها تصاعديا لإحداث التعاونيات والترخيص عدد التراخيص المسلمة للتعاونيات خلال هذه السنة: 364% بزيادة 20,53% مقارنة مع السنة السابقة، وكان متوسط التعاونيات المرخيص لها سنويا بين سنة 2000 وسنة 2005 هو: 300 تعاونية تقريبا. ورغم المجهود الذي يبذله مكتب تنمية التعاون، بتنسيق مع شركائه الوطنيين والجهويين والمحليين، لحث التعاونيات على الانتظام في اتحادات تعاونية والاستفادة من المزايا التي توفرها على أكثر من صعيد ومستوى، بحسب نوع نشاط التعاونيات واغراضها، فإن سجل الاتحادات حيث بلغ عددها حاليا: 39 اتحادا (عدا تلك العاملة في قطاع الاصلاح الزراعي عددها: 11 اتحادا)، وكان هذا العدد لا يتجاوز 30 اتحادا سنة 2004 وأقل قبل هذه السنة، علما بأنه تم الترخيص ل:4 اتحادات تعاونية سنة 2008، وهو رقم مرتفع مقارنة مع السنوات الأربع السابقة. هذا مع العلم أن عددا من التعاونيات تلجأ إلى أحداث مجموعات ذات نفع اقتصادي بغرض التسويق المشترك، بعدما تبينت فائدة هذه الصيغة ومن الأمور التي تم تسجيلها في السنوات الاخيرة بإيجابية، الإقبال المتزايد للنساء على العمل التعاوني، مستفيدات من عدد من البرامج العمومية وبرامج بعض المنظمات الحكومية وغير الحكومية الاجنبية وجمعيات تنموية مغربية تروم محاربة الفقر والهشاشة وإدماج المرأة في التنمية، وفي مقدمتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبرنامج أركان، اللذان كان لهما الأثر الأكبر. وهكذا، فقد بلغ عدد التراخيص المسلمة للتعاونيات المحدثة من طرف النساء 90 تعاونية سنة 2008، وذلك ارتفع عدد التعاونيات النسوية إلى 738 تعاونية، زيادة 14% مقارنة مع سنة 2007، علما بأن عدد التعاونيات النسوية كان قد ارتفع إلى 648 تعاونية، بزيادة: 22% مقارنة مع سنة 2006، وكان معدل زيادة التعاونيات النسوية في السنوات الأخيرة مرتفعا على العموم، حيث انتقل عددها من 376 تعاونية سنة 2004 إلى 453 تعاونية سنة 2005 بزيادة 20,48% ثم إلى 528 تعاونية سنة 2006 بزيادة 16,56%. وقد بلغ مجموع التعاونيات المرخص لها طبقا للقانون 24/83 المتعلق بالنظام الأساسي العام للتعاونيات ومهام مكتب تنمية التعاون (أي باستثناء تعاونيات الاصلاح الزراعي): 6286 تعاونية واتحادا تعاونيا في نهاية 2008، بزيادة: 9,34% مقارنة مع نهاية 2007، وكانت التعاونيات العاملة في القطاع الفلاحي في الصدارة، إذ بلغ عددها: 3923 تعاونية واتحادا تعاونيا، مع العلم أن أغلب الاتحادات التعاونية المشار إليها أعلاه محدثة في هذا القطاع. وسجل أن أحداث التعاونيات الفلاحية يشكل الجزء الأهم من الاحداثات السنوية التي تحصل على التراخيص بالشروع في عملها، مثلما سجل أن التعاونيات الفلاحية تشكل قراية: 70% من مجموع التعاونيات المرخص لها بمقتضى القانون رقم 83/24. وهكذا، فقد انتقل عدد التعاونيات الفلاحية من 3093 تعاونية سنة 2004 إلى 316 تعاونية سنة 2005، ثم إلى 3283 تعاونية سنة 2008 مع التنويه بالعدد الكبير من التراخيص المسلمة لهذا الصنف من التعاونيات سنة 2008. محمد نجيب كومينة