جدد البرلمان الشيلي بغرفتيه دعمه لمسلسل المفاوضات الجارية تحت إشراف منظمة الأممالمتحدة، وللجهود الجادة وذات المصداقية التي يبذلها المغرب، من أجل التوصل لحل سياسي لنزاع الصحراء ولتسوية قائمة على الواقعية وروح التوافق. وقد تم التعبير عن هذا الموقف خلال مباحثات أجراها الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون السيد يوسف العمراني، اليوم الأربعاء بسانتياغو مع رئيسي مجلس الشيوخ ومجلس النواب الشيليين على التوالي السيد غيدو جيراردي والسيد باتريسيو ميليرو، وكذا خلال غذاء عمل مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالغرفة السفلى السيد كارلوس أبيل جاربا، وذلك بحضور أعضاء بالمجلسين يمثلون الأحزاب السياسية الرئيسية بالشيلي. وقد جرت هذه المحادثات، التي تندرج في إطار المشاورات السياسية بين البلدين، بحضور السيدين فؤاد يازوغ مدير الشؤون الأمريكية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون وعبد القادر الشاوي سفير المغرب بسانتياغو، وتمحورت حول القضايا الثنائية وكذا القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وبهذه المناسبة، بحث السيد العمراني مع مخاطبيه سبل ووسائل تعزيز العلاقات الثنائية، والنهوض بالمبادلات الاقتصادية والتجارية من خلال احتمال إبرام اتفاق تجاري بين البلدين. كما شدد الجانبان على الرغبة في تعزيز التعاون الثقافي والعلمي، ولاسيما في مجال الطاقات المتجددة. وبهذه المناسبة، قدم الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون لمحة عامة عن الوضع ببعض الدول العربية، مشددا على خصوصيات المغرب الذي انخرط في مسلسل إصلاحات واعدة منذ 15 سنة، ولا سيما في مجال إعادة هيكلة الحياة السياسة، وتوسيع نطاق الحريات العامة والفردية وترسيخ دولة الحق والقانون والممارسة الديمقراطية. وبخصوص قضية الصحراء، أطلع السيد العمراني المسؤولين والبرلمانيين الشيليين على آخر تطورات هذه القضية، خاصة القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي الذي كان داعما لمبادرة الحكم الذاتي باعتبارها حلا ذا مصداقية وواقعيا لهذا النزاع. وفي هذا الصدد، أبرز السيد جيراردي أن مجلس الشيوخ بالشيلي يتبنى موقف حكومة الرئيس سيباستيان بينيرا، الداعم لمسلسل التفاوض الجاري، تحت رعاية الأممالمتحدة، بهدف إيجاد حل سياسي للنزاع وتسوية قائمة على أساس الواقعية وروح التوافق. وكان هذا الموقف هو نفسه الذي عبر عنه السيد باتريسيو مليرو الذي جدد دعم مجلس النواب الشيلي لمسلسل المفاوضات الذي أطلقته الأممالمتحدة، وكذا للجهود الجادة وذات المصداقية التي يقوم بها المغرب في هذا الاتجاه. وبنفس المناسبة، أعرب السيد ميليرو عن تضامن المؤسسة التشريعية والشعب الشيلي مع المغرب إثر الاعتداء الإرهابي الجبان الذي استهدف مدينة مراكش. ومن منطلق علاقات الصداقة الممتازة التي تجمع بين المغرب والشيلي اللذين يتقاسمان نفس المرجعيات والقيم الديمقراطية، جدد رئيس مجلس النواب الرغبة في النهوض أكثر بالتقارب والتعاون مع البرلمان المغربي، في إطار دبلوماسية برلمانية نشيطة. وعلى الصعيد الاقتصادي، عبر السيدان العمراني وباتريسيو مليرو عن الأمل في أن ترتقى المبادلات التجارية إلى مستوى العلاقات السياسية الممتازة القائمة بين الرباط وسانتياغو.