أجرى الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون السيد يوسف العمراني، أمس الاثنين ببوغوتا، مباحثات مع نائبة الوزير الكولومبي المكلفة بالقضايا المتعددة الأطراف السيدة باتي لوندونو ورئيس الكونغرس الكولومبي السيد أرموندو بينديتي. وتناولت هذه المباحثات، التي تندرج في إطار آلية المشاورات السياسية القائمة بين البلدين، مواضيع ثنائية، وقضايا ذات طابع إقليمي ودولي وذات اهتمام مشترك. وبحث السيد العمراني والسيدة لوندونو، بالأساس، السبل الكفيلة بتعزيز العلاقات الثنائية والنهوض بالتعاون الاقتصادي والمبادلات التجارية. وبهذه المناسبة، تطرق السيد العمراني إلى الوضعية التي تمر بها بعض البلدان العربية، مشددا على خصوصيات المغرب ومسلسل الإصلاحلات الجارية منذ التسعينيات على المستوى السياسي، وكذا في مجال الحريات السياسية وترسيخ دولة القانون. وأبرز، من جهة أخرى، التحديات ذات الطابع الأمني التي يتعين على بلدان المغرب العربي رفعها، والمتمثلة بالخصوص في مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات، مؤكدا على رغبة المغرب في النهوض بتعاون مثمر بهدف مكافحة هذه الظواهر. وبخصوص قضية الصحراء، أطلع السيد العمراني المسؤولة الكولومبية على آخر تطورات هذه القضية، خاصة الجولة الأخيرة من المحادثات غير الرسمية، منددا بمناورات الأطراف الأخرى التي تقوض الجهود المبذولة تحت إشراف الأممالمتحدة من أجل تسوية مبنية على الواقعية وروح التوافق. من جانبها، جددت السيدة باتي لوندونو التي تتولى بلادها حاليا رئاسة مجلس الأمن، التأكيد على دعم كولومبيا لمسلسل المفاوضات الجارية تحت إشراف الأممالمتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي ونهائي ومقبول من جميع الأطرف لتسوية هذا النزاع الإقليمي. كما جددت التأكيد على رغبة كولومبيا في تعميق علاقاتها مع المغرب من خلال تعزيز آلية المشاورات السياسية وتفعيل المبادرات الكفيلة بإعطاء زخم للتعاون الاقتصادي والمبادلات التجارية. وخلال مباحثات أجراها مع رئيس الكونغرس الكولومبي، أبرز السيد العمراني العلاقات الممتازة التي تجمع بين المغرب وكولومبيا على المستوى السياسي وعلى صعيد التعاون الثنائي. وأكد من جهة أخرى، على الطابع المتميز للعلاقات القائمة بين المؤسستين التشريعيتين بكلا البلدين، مبرزا أن الكونغرس الكولومبي قدم على دوام دعمه لمبادرات المغرب المتعلقة بقضية الصحراء. وأشار السيد بينديتي، بدوره، إلى الإصلاحات التي باشرها المغرب سواء على المستوى السياسي أو الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، مضيفا أن هذه الإصلاحات مكنت المغرب من الحفاظ على موقعه كقطب للاستقرار والتنمية بالمنطقة المغاربية. كما أبرز الأواصر المتميزة التي توحد بين المغرب وكولومبيا والإرادة التي تحذو القادة الكولومبيين في النهوض بتعاون مثمر مع المملكة المغربية في مختلف القطاعات. وبعدما أكد موقفه المعارض للحركات الانفصالية، جدد السيد بينديتي دعمه للجهود المبذولة من قبل المغرب تحت إشراف الأممالمتحدة من أجل التوصل لحل واقعي ومتوافق بشأنه لتسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء.