تحظى السوق الألمانية بالأولوية ضمن اهتمامات الفاعلين السياحيين في وجهة ورزازات، حيث بادر مهنيو القطاع، بمجرد إعادة انتخاب مكتب للمجلس الإقليمي للسياحة، إلى اتخاذ إجراءات عملية قصد استعادة تدفق السياح الألمان على هذه الوجهة. وفي هذا السياق، بادر المجلس الإقليمي للسياحة بورزازات، مؤخرا، بتنسيق مع المكتب الوطني المغربي للسياحة باستضافة وفد ألماني يضم ممثلين عن عدد من الشركات المتخصصة في التعهد بالرحلات السياحية (تور أوبيراتور)، وذلك من أجل الوقوف، في عين المكان، على غنى وتنوع المنتوج السياحي المغربي في هذه الوجهة. وأفاد بلاغ للمجلس بأن برنامج الزيارة المخصص للوفد الألماني شمل الاطلاع على بنيات الاستقبال المتوفرة في عدد من الفنادق المصنفة من فئات مختلفة، إضافة إلى تذوق بعض أصناف أطباق الطبخ المغربي، والطبخ الأجنبي المقدم للسياح أثناء إقامتهم في هذه الوجهة. كما اطلع متعهدو الرحلات السياحية الألمان، خلال هذه الزيارة، على بعض مؤهلات "منطقة الجنوب الكبير" التي تشكل نقط جذب قوية بالنسبة للسياح الأجانب من مختلف الجنسيات، ومن ضمنها، على الخصوص، مضايق تودغة في إقليم تنغير، ومشهد الغروب النادر بين التلال الرملية في منطقة مرزوكة (إقليمالرشيدية). كما تضمن برنامج الزيارة جولة استطلاعية لقصر أيت بن حدو بضواحي مدينة ورزازات، والذي صنف من طرف منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" تراثا للإنسانية، فضلا عن كونه شكل فضاء لتصوير مجموعة من المشاهد السينمائية لبعض الأفلام ذات الشهرة العالمية. وبالنظر لكون ورزازات تعتبر أيضا قبلة للسينما على الصعيد الإفريقي، حيث تتوفر على استديوهات للتصوير ذات مواصفات عالمية، فإن المجلس الإقليمي للسياحة حرص على أن يتضمن برنامج زيارة الوفد الألماني لورزازات مواقع الاستديوهات التي تضم ديكورات لأفلام من توقيع بعض عباقرة الفن السابع المعاصرين أمثال مارتان سكورسيز، وريدلي سكوت وغيرهما. ويراهن المجلس الجهوي للسياحة بورزازات على هذا المعطى كقوة جذب إضافية لجلب مزيد من السياح الأجانب إلى هذه الوجهة، لاسيما بعد النجاح المنقطع النظير الذي عرفته الدورة الثانية من "لقاءات موفيميد" التي احتضنتها مدينة ورزازات مطلع السنة الجارية، والتي تم خلالها بلورة مجموعة من التصورات حول أفضل السبل الكفيلة بخلق تكامل بين النشاطين السياحي والسينمائي، وذلك بمشاركة نخبة من الفاعلين في هذين القطاعين الاقتصاديين بعدد من دول حوض البحر الأبيض المتوسط. وتوجت زيارة الوفد الألماني لمتعهدي الرحلات السياحية إلى ورزازات بعقد لقاءات مفتوحة مع مهنيي القطاع السياحي، وذلك قصد التفاوض المباشر بين الطرفين حول الإمكانيات المتاحة لتسيير مزيد من الرحلات السياحية الاستكشافية من مختلف مناطق ألمانيا صوب وجهة ورزازات. يذكر أن عدد السياح الألمان الذين توافدوا على وجهة ورزازات خلال الشهور الثلاثة الأولى من السنة الجارية عرف ارتفاعا بلغ معدله 21 في المائة مقارنة مع الفترة ذاتها من سنة 2010. كما سجل معدل مبيتات السياح الألمان عند نهاية مارس 2011 تحسنا بمعدل 20 في المائة، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.